شــــــــوكــة حـــــــــوت الـحـلــول القــطــريــة
ياسرمحمدمحمود البشر
لا يخفى على أحد أن السودان يقع تحت تأثير عدد من المحاور الإقليمية والدولية ولا ينكر ذلك إلا مكابر حتى جعلنى التجاذب المحورى الحاد أن أتخيل حال الحكومات السودانية مثل (السِخِيِل المودر أمو) يظن كل من أرضعه هى أمه حتى ولو كانت (دحشة) وكل محور وعد الخرطوم بتقديم مساعدات هو محورها ولو لم يكن يتوائم مع سياستها الإستراتيجية لذلك نجد المحور الإماراتى والمحور السعودى والمحور القطرى وكل محور يبحث عن مصالحه فى السودان ولا يدفع للخرطوم إلا بالقدر الذى يجعله يحقق أكبر قدر من المصالح فمنهم من يطمع فى الموانى السودانية ومنهم من يطمع فى الأراضى السودانية ومنهم من يطمع فى معدن الذهب ومنهم من يطمع فى أن يكون السودان له نقطة إنطلاق نحو العمق الأفريقى مستغلا موقع السودان الإستراتيجى الذى يربط ما بين الغابة فى الجنوب والصحراء فى الشمال وكل المحاور تستغل الوضع الإقتصادى الهش الذى تمر به الحكومة السودانية وهنا تقوم المحاور بممارسة لعبة السياسة القذرة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ من أجل إيجاد موطئ قدم بالسودان.
وتظل نظرية المؤامرة موجودة بعد أن أصبحت الخرطوم مسرح مفتوح تتسابق نحوه أجهزة المخابرات العالمية ولم يتبق فى جسد السودان شبر إلا ووطأته أقدام أجهزة المخابرات العالمية وأصبح عندهم السودان بمثابة (ميت فى يد غسال) يحركونه كيفما شاءوا ومتى ما شاءوا والغاية والهدف هو تحقيق أكبر قدر من المصالح ولا يغرنكم الحديث عن أصدقاء السودان أو شركائه فالسودان اليوم دولة تتقاذفها رياح الضياع بعد أن أصبح الدولة الرابعة فى التصنيف العالمى لأفقر الدول بعد الصومال واليمن وسوريا ومن مصلحة كثير من الدول أن تتدهور الأوضاع فى السودان أكثر مما عليه الآن ويفقد أكثر من نصف سكانه موتاً بالجوع والحروب.
بالأمس توجه الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتى) نائب رئيس المجلس السيادى وقائد قوات الدعم إلى العاصمة القطرية الدوحة وتعتبر هذه الزيارة أول زيارة لمسؤول سودانى يزور الدوحة عقب الإطاحة بالرئيس السابق فى أبريل من العام ٢٠١٩ ومن المؤكد أن هذه الزيارة يتم فيها نقاش قضايا سياسية حساسة مع العلم أن قطر ممسكة بملف السلام بالسودان وقد أفضى منبر الدوحة إلى توقيع إتفاق الدوحة مع بعض الحركات الدارفورية إلى جانب التمويل القطرى لعدد من المشاريع التنموية بولايات دار فور وملفات أخرى سيتم نقاشها فى هذه الزيارة ولو إفترضنا جدلاً أن الإمارات لعبت دوراً كبيراً فى عملية تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية فإن قطر سيكون لها دور آخر.
وإذا أخذنا فى الإعتبار مصير إتفاقية الدوحة عقب الثورة السودانية التى أطاحت بنظام الكيزان الأمر الذى جعل موقعى إتفاقية الدوحة خارج المشهد السياسى وعلى رأسهم الدكتور التيجانى السيسى ومجموعته الذين تنظر إليهم قحت بأنهم مجرد أرزقية يبحثون عن المناصب وشركاء فى حكم الإنقاذ ولا يحق لهم المشاركة فى الفترة الإنتقالية بنص الوثيقة الدستورية التى تحكم السودان بعد أن تم تعطيل الدستور الإنتقالى فيما تنظر قطر لمجموعة موقعى إتفاق الدوحة بأنهم جزء أصيل من مكونات المشهد السياسى بالسودان ولا يمكن إبعادهم بأى حال من الأحوال ولابد أن يكونوا جزء من الحكومة الإنتقالية طالما أن إتفاقية الدوحة إتفاقية دولية تمت بضمانات دولية برعاية قطرية.
نــــــــــص شــــــــوكــة
ولا يستبعد أن تقود قطر مصالحة سياسية شاملة بالسودان وتعمل على مصالحة الإسلاميين والقحاتة والحديث عن إطلاق سراح قادة الإنقاذ المقبوض عليهم مقابل أن تستضيفهم قطر للإقامة بها مقابل دعم الحكومة الإنتقالية بالوقود وقروض مليارية تعمل على خفض التضخم الذى يعيشه الإقتصاد السودانى ورفع الحرج عن الحكومة الإنتقالية فى فشلها الذى أصبح ظاهر للعيان.
ربــــــــع شــــــــوكــة
(حلاً بالإيد ولا حلاً بالسنون)
yassir.mahmoud71@gmail.com