((همس الحروف) .. هلا سمحت لنا أن نتقاسم معك الأجر سوياً يا عميد سفراء الإنسانية)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم على
بحروف رائقة ، ناطقة رائعة و واصفة كتب كعادته المبدع الإنسان سعادة السفير علي بن حسن جعفر سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان وجنوب السودان مقالاً يحمل في طياته كل معاني الإنسانية التي فطر الله الناس عليها ، و ذلك ليس من باب الكتابة فحسب و أنما من واقع عشقه للكلمة الطيبة التي تشكل دائماً قالب هذا الرجل العظيم منذ أن عرفناه ، إذا تحدث بها أو سطرها بمداد يراعه ، أو حتى إذا تدارى بالصمت متخفياً عن الأنظار فإن في صمته بديع كلام ، فلحديثه إيقاع عجيب تطرب له الآذان و كذلك له لحن شجي رائع لا يستطيع أن يعزفه إلا خبير بلغة الضاد التى إستطاع بها أن يجمع شتات الحروف المبعثرة لينسجها لنا ببراعه الصنعة و إحتراف الصانع و جمال المصنوع كلما ساورته فكرة أو خامرته خاطرة أو كان هنالك موقف يستحق أن يكتب عنه ، لأنه يمتلك ملكة الإبداع التي يمكنه بها التحليق بقرائه في عوالم المعرفة بإستنطاقه للحروف الصامتة التي يستطيع أن يجعل منها عبارات و جمل توصف لنا الموضوع بصورة أكثر وضوحاً من مدلول معانيها ، لأنه دائماً يصنع الجمال ببساطتة التي يكاد أن يكون بها زهداً ، و المدفوعة بإحساسه الداخلي النبيل لدرجة السمو الروحي و الصادق لدرجة الكمال و التي تكون دائماً مملوءة بسحر البيان ، فلا عجب في ذلك فإنه إبن أم القرى (مكة) البار ، تيمناً منه بالصادق المصدوق كما ورد عنه في الأثر : (إني أفصح العرب بيد إني من قريش) .
تذوقوا معي جمال عنوان مقال هذا الرجل الملهم الذي تحركت له كل سواكن جسدي (سنتقاسم الخبز معاً) ، و نحن نعلم أن نية المرء أفضل من عمله ، كما ورد ذلك في الأثر و خصوصاً أن جميع أفعال هذا الإنسان الفريد من نوعه تسبق أقواله دائماً ،و هكذا عهدناه منذ أن تشرف السودان بقدومه ، فكان إضافة حقيقة لكل معاني الدبلوماسية ، فنجده دائماً في الصفوف الأولى شاهراً بسمته الساحرة و قائداً للدبلوماسية الشعبية و الإجتماعية قبل أن يكون ممثلاً لبلاده على الصعيد الرسمي ، راسماً بذلك أجمل عنوان يعكس الوجه المشرق لدبلوماسية بلاد الحرمين الشريفين ، و هذا ما يؤكد مهنيته المتشبعة بالعطاء الخالص للإنسانية و المتجرد لله ، و كذلك ما عهده الناس في شخصه الكريم والمتسامح ذو الروح الإنسانيتة التي تشربت بالجمال مما جعله أن يكون حاضراً معنا في كل المحافل الإجتماعية السودانية ، و لذلك يراه المراقب دوماً صائلاً و جائلاً يجلجل بين صفوف الشعب السوداني بكل ما يكتب ويقول كالقعقاع بن عمر ذلك الصحابي الذي مُيزت جلجلة صوته بأفضل من ألف رجل ، بيد أنه صاحب جودية ، فأصبح مسجلاً بهذه الصفة حضوراً أنيقاً و جميلاً بجمال روحة في كل المحافل الإجتماعية التي يتبارى فيها صُناع الإنسانية ، و مفاوضات جوبا تقف على ذلك خير شاهد و دليل ، فهو يؤمن بتوسيع دائرة المشاركة لأنه يؤمن بأن البركة في الجماعة ، و لذلك أبت نفسه إلا و أن يضع يده بين أيادي الفرقاء ناصحاً تارة و متجوداً تاراً أخرى و مقرباً للمسافات بينهم ، وآثراً الناس بإبداعه الشخصي الذي يدلل على حنكته الدبلوماسية و فطانتة العربية وحلمه الذي يوصف الناس به أهل مكة في وصف موجز يشكل جمال صورته الابداعية التي يظهر بها في هكذا محافل تشهد على عشق هذا الرجل الإنسان للخير و الإنسانية أينما كانا .
في إطار تواصله الأنيق مع شرائح المجتمع السوداني المختلفة في أقاليم السودان المترامية الأطراف فقد ظل هذا الجندي المجهول علي بن حسن جعفر يخفي نفسه تحت جلباب التواضع متنكراً لذاته و مفاخراً بأنه موظفاً عاماً لبلاده ليس إلا ، لا يرجو ثناءً إلا من عند الله عز و جل في علاه ، معتبراً أن شخصه لا يمثل نفسه في جل ما يقوم به من مهام عبر وظيفته ، و هذا من باب كسره لأنفة نفسه حتى لا يقع في الرياء و يعتبر ذلك تواضعاً منه لأنه مؤمن بهذه القناعات ، فإن أصاب فهو شاكراً لله منيباً له و مقراً بأن ذلك توفيق و فضل من عنده وان اخطأ في أمر ، فمن نفسه والشيطان ضارباً بذلك أروع آيات المهنية ونكران الذات و متقدماً الصفوف بهذه القناعات مع أركان حربه الميامين الذين يمثلون كامل بعثته الدبلوماسية في السودان و على رأسهم الشاب الرائع فيصل الشهري المسؤول الإعلامي بالسفارة الذي لم يبخل يوماً واحداً للإعلام و الإعلاميين بكل ما يوثق لهذا العطاء من معلومات لتكون شاهداً له ، و نحن البشر شهداء الله في أرضه ، و من هذا الباب نشهد لهذا الإنسان صاحب القلب الجميل فوق ما كلف به من مهام رسمية كسفير ، يتفقد أحوال الفقراء وضعيفي الدخل بدون كلل أو ملل ليتقاسم معهم اللقمة سوياً كما وعد بذلك ، وكان وعده صادقاً كما نطق به لسانه ، وذلك عبر برنامج مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية مؤكداً بأفعاله وأقواله أزلية العلاقات الممتدة بين البلدين الشقيقين و المتشعبة بالأخاء الصادق و الجوار الممتد و المصالح الإستراتيجية المشتركةالتي ترمي في صالح الأسرة العربية جمعاء و التاريخ الذي تضرب جذوره في عمق الأرض لتروي للعالم أجمع أروع قصة حب خالدة توصف جمال الإخاء و حسن الجوار بين الشعبين السوداني و السعودي .