رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت بـعيـــداً عـن السيــاسة


ياسرمحمدمحمود البشر

كنت ضيفاََ على قناة أم درمان الفضائية فى نهاية قبل خمسة سنوات على برنامج عزيزى السودان تحية وإحتراما وهو برنامج سياسي تفاعلى يناقش جملة من القضايا السياسية والاقتصادية بولايات السودان المختلفة يقدمه مجموعة من شباب قناة أم درمان فى مقدمتهم اﻷستاذ الواثق جار العلم وكنت أرتدى زياََ قومياََ جلابية بيضاء وعمامة وملفحة وبمجرد وصولى إلى إستقبال القناة وقبل أداء التحية عاجلني موظف اﻹستقبال قائلا (خش سريع يا عمك إنت مش المادح المع المداح (الجوة ديل ) وإبتسمت فى وجهه ودخلت القناة فوجدت مجموعة من مادحي سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجلون فى مدائح نبوية فى إستديو آخر وبعد خروجى من القناة وجدت موظف اﻹستقبال مندهشاََ وقال لي بالحرف الواحد يا (عمك دخلناك مداح طلعت لينا سياسى) وهنا سألت نفسي كم مادح غيرى دخل في حين غفلة من موظفي اﻹستقبال إلى مؤسسات الدولة مداحا وخرجوا منها سياسيين من لدن لجان المقاومة والتنسيقيات ونقابات العمال المكلفة والجهاز التنفيذي تحت مظلة الكفاءة والتأهيل الأكاديمى وعلى كل عرفت أن هناك من ولجوا إلى سوح السياسة وهم يمتلكون (عدة شغل) بسطة فى الجسم وشعر مفلفل وبنطلون ناصل وبعض مقومات اﻹستهبال والتسلق وقدر من المكر والدهاء وأدوات (حفر) وفى غفلة من عمر الزمان تجد الواحد فيهم صار قياديا بالصدفة ووجد فراغ صادف هوى بعض النفوس ومثل هؤلاء عندما يتذوقون حلو الرضاع يصعب فطامهم وتصعب معهم كل محاولات اﻹبعاد وقد يستخدم هؤلاء أساليب اﻹقصاء وقد أظهرت تجربة اﻷيام الماضية مدى تشبث الداخلين من باب الخروج فى ظل رفض واضح وصريح من القواعد وذلك لإنعدام أبسط مقومات القيادة فهل يعقل أن تتصارعوا بإسم الحرية والتغيير ويتم تكوين ثلاثة أجسام للجنة مقاومة واحدة

نــــــــــص

غدا ستشرق شمس الحقيقة وتعود اﻷمور إلى نصابها فهل يرجع الشرب إلى ورشهم وسائقى جرارات القمامة الى عملهم وهل يعود عاطلى المواهب إلى ظلال الأشجار والجلوس تحت الحوائط ليمارسوا لعبة الفراغ ويمدون أيديهم لأمهاتهم وأخواتهم ليوفرن لهم قيمة (كيس تمباك) أم أنهم سيصدقون هذا الدور الذى يلعبونه بعد أن إرتدوا ثوب السياسة وظنوا أنهم قد خرقوا اﻷرض أو بلغوا الجبال طولا ولذلك اليوم جاء عنوان شوكتنا بعيدا عن السياسة.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(لصيق الطين فى الكرعين ولا ببقى نعليين).

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى