تقارير

انتصار العدالة: أول امرأة تتقلّد منصب النائب العام في السودان

في لحظة ستُسجّل بحروف من نور في تاريخ السودان، عُيّنت مولانا انتصار أحمد عبدالعال نائباً عاماً لجمهورية السودان، لتكون أول امرأة تصل إلى هذا الموقع الرفيع منذ استقلال البلاد. خطوة وُصفت بأنها “انتصار للعدالة وتمكين للمرأة”، وتؤكد على جدية الدولة في تعزيز دور النساء في مواقع صنع القرار وترسيخ قيم المساواة.

مسيرة حافلة بالعطاء

بدأت انتصار مشوارها المهني في أروقة وزارة العدل والنيابة العامة عام 1988، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن الصعود بثبات عبر درجات السلم العدلي حتى أصبحت أقدم عضو بالنيابة العامة. تحمل ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة – فرع الخرطوم (1985)، وماجستير القانون الخاص من جامعة جوبا، إلى جانب شهادة امتحان مهنة القانون (1986).

لم تكن مجرد موظفة، بل قائدة في مواقع مفصلية: رئيس دائرة النائب العام للفحص (2020 – الآن)، ورئيس إدارة التخطيط والبحوث، إلى جانب رئاستها للجنة العليا للإشراف على قضايا الفساد وجرائم القتل (2019). كما أدارت نيابة الأموال العامة والنيابات المتخصصة، فضلاً عن خبرتها كمستشار قانوني للبنك الزراعي ووزارة الرعاية الاجتماعية.

إشادة واعتراف بالكفاءة

أوساط القانونيين والحقوقيين استقبلت خبر تعيينها بترحاب كبير. الكل أجمع على نزاهتها وصلابتها، ورأوا في خطوتها هذه نقطة تحول تعزز استقلالية النيابة العامة وترسّخ قيم العدالة. انتصار، كما يصفها زملاؤها، صاحبة شخصية قوية لا تخشى المواجهة، ومهنية لا تُساوم على المبادئ.

حضور دولي وإقليمي

لم يقتصر عطاءها على الداخل، فقد مثّلت السودان في العديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان، مكافحة الفساد، والتعاون القضائي. خبرات أكسبتها رؤية أوسع وقدرة على مواكبة التحديات العالمية في مجال العدالة الجنائية.

صفحة جديدة للعدالة

يرى المراقبون أن تعيينها نائباً عاماً يمهّد لمرحلة جديدة في تاريخ القضاء السوداني، مرحلة عنوانها الشفافية وحماية الحقوق وسيادة القانون. وبقدر ما هو إنجاز شخصي لمولانا انتصار، فإنه يمثل أيضاً شهادة على قدرة المرأة السودانية على كسر الحواجز وتولي أرفع المناصب بكفاءة واقتدار.

إنها لحظة فارقة، ليس فقط في سجل العدالة، بل في تاريخ المرأة السودانية التي أثبتت – مرة أخرى – أنها قادرة على صناعة التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى