الشلوخ ..

- في كتابه
(الشلوخ أصلها ووظيفتها في سودان وادي النيل الأوسط) بسط الدكتور يوسف فضل الحديث عن الشلوخ وربطها بتقاليد راسخة منذ آلاف السنين
وأخذت خلال تاريخها دلالات متنوعة دينية واجتماعية وإثنية وجمالية. - في بُعدها الجمالي سحرت الشلوخ الشعراء من عهود قديمة وحتى عهد
الراحل إسماعيل حسن
الذي ذكرها في القمر بوبا:
المبارك شيخ الظهر
شوفني جنيت ولا دسترْ
آه أنا المرضان مكنتر
جابو لي حكيم خير وشر
قالي ما بتطيب مرضك كُتر
سببك أم شلاخا خُدر.
ومحمد ود الرضي
(إيدو عاقباه
جدلة مملوخة
في معالق الجوف موسو مجلوخة
والموس أحد شلوخ المطارق.
ثم في الأغنية التراثية التي يؤديها أبو داود:
قوم بينا
حلو درب الطير في سكينة.
- ومع انتشار التعليم والوعي والانفتاح على العالم بدأت انتقادات توجَّه للشلوخ، من ناحية أذاها ومضاعفاتها الجسدية، فبدأت تتلاشي في الرجال مع التمسك بها في النساء كمظهر جمالي،
ثم رويداً رويداً ظهر مصطلح (السادة) وهي غير المشلخة، وأصبح من المعتاد في الأسرة أن تكون البنت الصغرى سادة، وهمست أصوات في أوساط المثقفين والشعراء تنفي الشلوخ كمظهر جمالي
، وتجرأ الشاعر الكبير عبد الرحمن الريح
وقال :
(ما شوهوك بفصادة
على الخدود السادة
طبيعى خلقة ربك
ما داير أي زيادة
، ثم انتشرت أغنيات تمجد الساداوات
، (السادة لونو خمري/ قلبي حبا)،
و(يا السادة ألميني/ بالريدة كلميني)،
و( القمر اللجيت يا السادة/
فوق النجوم ضويت يا السادة/
أرحم حبيباً ليك يا السادة/
داير يشوف عينيك يا السادة) وغيرها
.. وتحت ضغط الحداثة
انحسرت عادة الشلوخ أو كادت تنعدم.
*الصور من كتاب
الشلوخ أصلها ووظيفيها
في سودان النيل الأوسط
للدكتور يوسف فضل
منقول


