آخر الأخبار

مبادرة البرهان

بقلم/ عادل سيدأحمد

السودان يحتاج إلى(بروسترويكا)..
على(تقدُم)أنْ تتقدم وعلى حمدوك أن يطير فوراً لبورتسودان..!

التصريحات السياسية المُهمة التي عبر عنها قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان مسؤولة ..فقد كان السودانيون ينتظرون منه حديثاً حول (سيناريو ما بعد الحرب)..
الآن استبان الموقف السياسي ،،وبدأ واضحاً تباين عقائد (أنصار الحرب):

  • الجيش دخل الحرب ب(عقيدة عسكرية)
    محضة،تقوم على مواجهة (تمرد)،بحسب ما صرح به قادة القوات المسلحة..!.
    -أما المجموعة من إتفاق جوبا فتسكنها أجندة إثنية أفريقانية،بدعاوى التهميش المُعلن..وتبطين الانتقام والتشفي من خصمهم اللدود(الدعم السريع)،
    بخلفية (حرب دارفور 2003)..!
    ومع ذلك يجب مواكبة إتفاق جوبا2020م.
  • أما (الأخوان المسلمون)،فلول النظام الموؤد،فلم يدخلوا الحرب بقناعات مبدئية،ولا بقواعد أخلاقية..بيد أنها كانت بالنسبة لهم سانحة
    للإنتقام من الثورة وقواها المدنية..ومعاقبة إبنهم العاق(الدعم السريع)،
    الذي خذلهم حينما اِنحاز لثورة ديسمبر المجيدة.
    هم لا يتعلمون من أخطائهم..فتوهموا أن لعق البوت والتمسح بقيادة الجيش،ستعيد لهم عقارب الساعة للوراء..!.
    ………………………..
    قائد الجيش قرأ التأريخ،واستشرف المستقبل..فهو يعلم أنَّ هذه الجماعة معزولة محلياً وإقليمياً ودولياً..
    فكيف يحشر البلاد في (زُقاق)ضيق..مصطدماً بتطلعات السودانيين نحو المدنية..ومتجاوزاً للمُقت الدولي والإقليمي لهذه الجماعة،فاقدة الصلاحية،بأمر شعب خرج بالملايين وفق شعارات واضحة تطالب ب(سقوط النظام ومدنية الدولة)..؟!.
    (؛)إنَّ تصريحات البرهان بقيام فترة إنتقالية ،وعزل الذين أرادوا أنْ يعودوا للسلطة عبر (أشلاء وجماجم)
    السودانيين،،كان دليلاً على أنَّ قيادة الجيش مؤمنة بقيام جيش قومي لحماية البلاد،عبر حُكم مدني.
    وهذا ما أقلق مضاجع الفلول،وأغلق طريق عودتهم للسلطة..!
    لقد برهن البرهان أنه واعي جداً لمرحلة بناء السودان،عقب الحرب..
    وفي ذلك سيحتاج وطننا لوقفة الأشقاء،ودعم الأصدقاء..
    وذلك لن يتأتى إلا بعزل فلول النظام القديم،
    وإبعادهم من المشهد.
    ……………………
    أما أهل الضفة الأُخرى من الحرب،وأعني فصائل الثورة المدنية والحزبية،،
    فعليهم أنْ يرتفعوا
    لمستوى الترفع الوطني،مستفيدين من أخطائهم عبر فترة الإنتقال..وعليهم الإرتفاع لمستوى رغبة الشعب السوداني-والشباب
    ،وهؤلاء أكثرية غير مُسيسة،،من الممكن أنُ تتفاعل مع كلِّ من يحمل آمالها،ويعالج آلامها..بعيداً عن الآفكار القديمة المُعلبة والأيدولوجيا الحزبية المُحنَطة..
    فالشعوب ما عادت تأكل شعارات..فقد هوت مدرسة ماركس،وانهار مبنى عفلق..!
    على قوى الثورة أنْ تتجه إلى(بروسترويكا)،وفق شراكة(الاِقتصاد والأمن)
    ،،مما يستلزم الولوج في فترة
    (تأسيسية) مُعتبرة- لا تقل عن عشرة أعوام –
    على قوى الثورة كافة أنْ تتحرك:
    مستجيبين لنوايا الجيش بالِانتقال المدني..
    مهرولين لنداء السلام..
    متفقين على معادلة للحكم ذات طرفين(الجيش والتكنوقراط)..بغرض وضع وتطبيق خُطة إسعافية ،في المدى القصير..وتهيئة الملعب لركائز حُكم مدني
    (مختلط)؛في فترة “التأسيس”،في المدى المتوسط..والذهاب لاِنتخابات حُرة في المدى البعيد.
    ……………………….
    كلمة أخيرة أهمس بها في أُذن دكتور عبد الله حمدوك:
    أحزم حقيبتك وإتجه إلى بورتسودان في أقرب طيارة..!
    وكما قال مانديلا خروجئذٍ من السجن:
    (الأوطان لا تُبنى بالضغائن،،والسلام يصنعه الشجعان)..
    ……………………………….
    السودان يحتاج إلى (بروسترويكا)الآن..الآن..الآن..أكثر من أي وقت مضى
زر الذهاب إلى الأعلى