رأي

في قبضة الدعم السريع

الوطن ياسر حوت: شـــــــوكة حـــــــوت
فى الدعم
ياسرمحمدمحمود البشر

لا يستطيع كائن من كان أن ينكر سيطرة الدعم على عدد من المواقع الحيوية بولاية الخرطوم وإذا أخذنا فى الحسبان مدخل ولاية الخرطوم من ناحية ولاية الجزيرة فإن الدعم السريع يسيطر على هذا الطريق سيطرة كاملة من منطقة الباقير مرورا بشارع الستين وحتى كبرى المنشية وشرق النيل حيث تتوزع إرتكازات الدعم السريع بصورة واضحة وجلية للعيان ويمتلكون زمام الأمور بهذه المناطق ومن رأى ليس كمن سمع ومكابر من يظن غير ذلك ومن الملاحظ أن جنود الدعم السريع فى مقتبل العمر لا تتجاوز إعمار بعضهم الثامنة عشر من العمر وقليل منهم من تجاوز العشرون عاما.

ومن مشاهداتى للمشهد العام بولاية الخرطوم إن قوات الدعم قد غيرت من تكتيكها فى المعركة حيث اصبح المقاتلين يمتطون سيارات المواطنين الملاكى بمختلف أنواعها وموديلاتها والمواتر ويتحركون بها وسط الاحياء السكنية والإرتكازات بكل سهولة ويسر ويوزعون بها وعبرها الإمداد للقوات المنتشرة فى عدد كبير من المواقع بولاية الخرطوم ومن الملاحظ أيضا أن بعض المقاتلين بمواقع الإرتكازات تتباين أمزجتهم فى التعامل مع المواطنين فمنهم من يتعامل بلطف ومنهم من يتعامل بصلف وغرور وقد يكون معظمهم فى سن أبنائنا الذين أنجبناهم من ظهورنا.

وحتى لا نذهب بعيدا فقد قررت أن أغادر الخرطوم يوم ومررت بعدد من الإرتكازات إبتداء من تقاطع شارع الستين بطريق كبرى المنشية وحتى تقاطع شارع الستين مع شارع مدنى تقاطع جامعة أفريقيا العالمية وبعدها بدأت إجراءات التفتيش فى الصعوبة وخشونة فى التعامل حتى وصلت إرتكاز الباقير حيث تم إيقافى من عدد من جنود الدعم السريع فمنهم من يناديني بسعادتك وآخر بجنابو وآخر بسعادة الضابط وتم تفتيش سياراتى بواسطة عدد منهم وتم إدخالى الى غرفة تقع شرق الطريق ومسألتى بصورة تدعو الدهشة وبعد اكثر من ساعتين تم إطلاق سراحى من داخل الغرفة ووجدت عدد من الجنود يبحثون داخل العربة وتم العثور على مبلغ سبعمائة وخمسين ألف جنيه تحت المقعد وتم اخذها من قبل إثنين من الجنود ليس بينهم من إقتادونى للغرفة وعندما تحدثت معهم قالوا لى بالحرف الواحد (يا زول أفدى رقبتك وعربيتك).

وصيتى للشباب القادمين الى الخرطوم عن طريق مدنى أن يأخذوا أقسى درجات الحيطة والحذر فقد يكون هاتفك إتهام وجريمة وإدانة والعثور على صورة للبرهان او احد قيادات الجيش تعتبر جريمة أو فيديو أو بطاقة عسكرية وكل من يود الدخول الى الخرطوم أو الخروج منها من الشباب عليه أن يتوقع سؤ المنقلب وكآبة المنظر من بعض جنود الدعم السريع بالإرتكازات المنتشرة ويمكن أن تصل المسآلة حد الضرب والإعتداء الجسدى فى الأعلى والإعتداء اللفظي فى الحد الأدنى و(حاجات تانية).

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

لا مانع من ممارسة سلطات الشرطة وضبط الأمن فى ظل غياب قوات الشرطة لكن يجب مراعاة الحرية الشخصية وعدم تفتيش الهواتف التى يحملها الشباب والمسافرين ولا سيما أن وسائل التواصل الإجتماعى تتناقل مقاطع ومشاهد العمليات الحربية بالخرطوم فى المجموعات العامة والخاصة فهى لاتشكل تهديد للأمن القومى.

ربــــــــــع شـــــــوكـة

تذكروا جيدا أنه تنتهى حريتك حينما تبدأ حرية الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى