تاركو للطيران .. انجازات تفوق التحديات ما بين الاتزام الوطني و سوء الفهم
بقلم: علاء الدين يوسف سيداحمد
أثبتت شركة تاركو في السنوات الأخيرة أنها أكثر من مجرد ناقل جوي. فهي نموذج يحتذى به في صناعة الطيران في افريقيا و نموذج في المرونة والالتزام بخدمة المجتمع، حتى في أصعب الظروف.
تمكنت شركة تاركو بأيديهم الفتية وجهد شبابهم والسودانين الخُلَّص من استئناف رحلاتها إلى مطاري دُنقُلا و كسلا ، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه السودان بسبب الحرب الدائرة.
شكّل خبر افتتاح مطاري دنقلا و كسلا حدثًا استثنائيًا أعاد البهجة إلى قلوب السودانيين، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد. هذا الإنجاز لم يكن مجرد خطوة لوجستية، بل كان رسالة أمل وتجديدًا للثقة في قدرة المؤسسات الوطنية على مواجهة التحديات الكبيرة والعمل من أجل خدمة المجتمع، حيث سخرت شركة تاركو امكانيات مؤسساتها مثل تاركو للمناولة الارضية التي حملت معداتها الى مطاري كسلا و دنقلا في ظل ظروف بالغة التعقيد ومع الانقطاع الذي عانت منه العديد من المدن السودانية بسبب الحرب، جاء افتتاح المطارات كنافذة جديدة للتواصل والحياة. هذا الخبر لم يقتصر تأثيره على سكان دنقلا وكسلا فقط، بل امتد ليشمل كل السودانيين الذين رأوا فيه إعادة الحياة إلى المدن حيث أصبح بالإمكان إعادة ربط هذه المناطق ببعضها و بالعاصمة الادارية بورتسودان وبقية مدن السودان و تيسير الحركة والتنقل ما يساعد الأسر و المرضى و حركة التجارة و غيرهم على التنقل بسهولة أكبر، ومن جانب آخر دعم الاقتصاد المحلي للولايات الشمالية و الشرقية من خلال تعزيز الأنشطة التجارية والسياحية في هذه المدن.
ولكن مما يثير الدهشة والاستغراب هو تشكيك البعض في نوايا شركة تاركو من افتتاح هذه المحطات رغم هذا الكم الهائل من الفوائد التي ستعود للمواطنين بل نقول ان افتتاح مطاري دنقلا وكسلا ليس مجرد إنجاز في مجال النقل الجوي، بل هو إعلان عن عودة الحياة والأمل إلى المدن السودانية. هذه الخطوة تُظهر أن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد شعار، بل هي عمل حقيقي يسهم في بناء الوطن ودعم مواطنيه.
بينما يواجه السودان تحدياته، يبقى هذا الإنجاز رمزًا لما يمكن تحقيقه عندما تتكاتف الجهود لخدمة الشعب وتخفيف معاناته.
كان قرار تاركو للطيران بتسيير رحلات إلى مطاري دُنقُلا و كسلا خطوة جريئة لان هذه الرحلات، التي تمثل تحديًا لوجستيًا واقتصاديًا كبيرًا، تعكس التزام الشركة بمسؤوليتها تجاه المواطنين السودانيين، خاصة في ظل الانقطاع الذي يعاني منه قطاع النقل في البلاد.
ورغم الصعوبات ، وضعت الشركة نصب عينيها هدفًا أكبر من الربح و هو خدمة المجتمع السوداني وتعزيز الترابط بين المدن ، حتى في ظل مخاطر ارتفاع التكاليف وضعف العائد الاقتصادي وهذا هو بالضبط ما يميز تاركو للطيران و هو رؤيتها التي تتجاوز المفهوم التجاري التقليدي. ففي وقتٍ تسعى فيه الشركات عادةً إلى تقليص المخاطر في الظروف غير المستقرة، اختارت تاركو أن تكون في قلب الحدث، داعمةً المواطن السوداني بكل السبل الممكنة و بالرغم من الأهمية الإنسانية لهذه الرحلات، أكدت مصادر ضليعة بمجال الطيران أن تاركو لم ولن تحقق أي أرباح من رحلاتها إلى دنقلا وكسلا .و يعود السبب في ذلك إلى عوامل تشغيلية معقدة مرتبطة بصناعة الطيران وهي الاير كرافت سايكل (Aircraft Cycle) و مفهموم الكيليندر و هي عوامل مرتبطة بصيانة الطائرات اي ببساطة حتى إذا لم تكن الطائرة تُستخدم بكثافة، فإن صيانتها تتم بناءً على الزمن التقويمي. هذا يعني أن كل رحلة إضافية تزيد من تكاليف الصيانة والامتثال للوائح الدولية، حتى وإن كانت الرحلة غير مربحة اقتصاديًا كل إقلاع وهبوط (حتى في الرحلات القصيرة) يستهلك المكونات الأساسية للطائرة مثل العجلات والمكابح، مما يزيد من تكاليف الصيانة. هذه العوامل تؤكد أن التكاليف تتضاعف مع كل رحلة، خاصة عندما تكون الرحلات موجهة لمناطق ذات حركة محدودة ولا تحقق إيرادات تُغطي النفقات.
و بدراسة العوائد الربحية لهذه الرحلات تُظهر بوضوح أنها لا تُحقق أي أرباح فالتكاليف تفوق العائدات بشكل كبير، مما يجعل الربح مستحيلًا وفقًا للقواعد الاقتصادية والعلمية في مجال الطيران خصوصاً لان تاركو تستخدم طائرات حديثة تستخدم عادةً في الرحلات الخارجية طويلة المدى .
ولمزيد من المعلومات سنترك المساحة للسادة الخبراء في هذا المجال و لمزيد من التفاصيل التي قد تكون غائبة عنا.