شــــــــوكــة حـــــــــوت .. *(جـٓـقــجـٓــقــت)*
ياسرمحمدمحمود البشر
*جقجقت فى العامية السودانية تعنى نهاية نضج الطبيخ وبداية الحريق وما تشهده البلاد هذه الأيام هو بداية لحريق قادم أزمات فى كل شئ ضائقة معيشية خانقة لا توجد لها حلول تلوح فى الأفق السودان أصبح مثل الغابة ساد فيه قانون القوة والحكومة عاجزة تماماً فى القيام بدورها تجاه المواطن وأصبح المواطن يتمنى الموت إحتراماً للحياة بل ذهب بالبعض إختيار الموت حتى لا يتجرعوا مرارة الحرمان والمسغبة والمذلة والعوز والحرمان فى ظل حكومة حولت المواطن إلى مصدر دخل لها ورفعت الدعم عن كل شئ حتى عن هيبة وكرامة الشعب السودانى*.
*بالرغم من تنفيذ الروشتة المتمثلة فى رفع الدعم عن كل شئ عن المحروقات والمفروكات وتعويم الجنيه إلا أن الأوضاع الإقتصادية تشهد حالة صعود متسارع نحو الأسفل وأصبحت عصمة الحكومة الإنتقالية بيد التجار والسماسرة هم من يتحكمون فى الأسعار ويتحكمون فى توجيه السوق كما يشاؤون والحكومة الإنتقالية (تتنايص وتكتل فى عويناتها وتردد كلمتى سنعبر وسننتصر وضؤ فى آخر النفق) ويردد الشعب فى سخرية منقطعة النظير شكراً حمدوك بعد أن ظن الناس أن حكومة الكفاءات ستعدل الحال المائل لكنهم أصبحوا كفوات وركبوا (العِدِلة المايلة)*.
*الشعب السودانى أصبح حاله يحاكى حال إنسان العصر الحجرى الذى يعيش فى الألفية الثالثة عاد المواطن إلى إستخدام أردأ أنواع مواعين النقل حافلات أكل عليها الدهر وشرب (وخلف كراعو) وتحول الميناء البرئ إلى قلعة يحتلها السماسرة والركيبة فى ظل غياب تام وكامل لهيبة الدولة فالسماسرة هم من يحددون قيمة تذاكر السفر بين الولايات وحسب مزاجهم ولسان حالهم يردد (طز فى الحكومة الإنتقالية) وقد تمت عملية زيادة أسعار تذاكر الحافلات والهايسات إلى أكثر من ٥٠٠٪ ولا يوجد من يحمى المواطن من هذا الجشع ومن هذا الغلاء ولا بواكى على المواطن والحكومة الإنتقالية لا تتفاعل مع قضايا المواطن وكأنهم يحكمون الدول التى يحملون جوازات سفرهم أو كأنهم ينفذون أجندة مفروضة عليهم بغرض القضاء على ثلثى الشعب السودانى مع سبق الإصرار والترصد*.
*عجزت الحكومة الإنتقالية فى توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة للمواطن وعجزت فى توفير تيار كهربائى مستقر وعجزت فى توفير جرعة ماء نظيفة أو توفير علاجات منقذة للحياة وتجاوزت الفجوة الدوائية نسبة ال ٨٠٪ عجزت الحكومة فى توفير الوقود الذى يعد بمثابة قبلة الحياة للغريق أو بمثابة الساعة الذهبية للمصاب بذبحة صدرية وأصبح فشل الحكومة الإنتقالية لا يحتاج إلى دليل وظهر فشلها فى شتى مناحى الحياة العامة وأصاب الإحباط المواطن السودانى فى مقتل وأحاط به إحاطة السوار بالمعصم*.
*وإذا كان أداء الحكومة الإنتقالية الأولى والثانية يمثل برنامج حكومة الثورة ونبضها فعلى الشفاتة والكنداكات أن يرددوا سراً وعلانية (حنشيع نحنا بلدنا ونشيل الفاتحة ونرجع) السودان اليوم يحتضر بعد أن إتلفت الساق بالساق وبلغت روح المواطن مرحلة الغرغرة بعد أن تمت عملية قطع الوتين من قبل الناشطين الذى يظنون بجهل منهم أنهم خيرة أبناء السودان وأنهم كفاءات يحملون جوازات أجنبية جاءوا ليحكموا السودان بالوكالة وهم لا يشعرون ولا يدرون أنهم لا يدرون فقد اعمى أبصارهم ضباب الغربة التى يعيشونها وأخفى عنهم زجاج سياراتهم المظلل معاناة المواطن التى يعيشها*.
نــــــــــص شــــــــوكــة
*السودان فى هذه اللحظات يجقجق فإن لم تتم عملية تداركه الآن فإنه سيحترق جهاراً نهاراً وستكون الخرطوم هى مسرح الحريق القادم ووقتها سيكون لكل حدث حديث ولكل مقام مقال*.
ربــــــــع شــــــــوكــة
*مضت أربعة أيام على وعد الحكومة بتقييم أدائها وتعزيز سياسة التقشف وتشكيل المجلس التشريعى خلال شهر وفرض الرقابة الصارمة على الأسواق والحساب ولد*.
yassir.mahmoud71@gmail.com