رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت (أولاد المـٓـــرفــْعـٍـيـن)


ياسرمحمدمحمود البشر

كلمة (المرفعين) فى العامية السودانية تعنى إسم الذئب والذئب حيوان مفترس يتصدر قائمة الحيوانات الشرسة التى تفرض سيطرتها على الغابة إلى جانب الأسد وقد يتفوق على النمر فى سرعة الآنقضاض ويعتمد المرفعين فى غذائه على الطرائد التى يصطادها من الغابة وأحياناً يعتمد على بقايا طعام ملك الغابة وعندما يسيطر الجوع على المرفعين فإنه يضطر لأكل صغاره ليسد بهم رمق الجوع وبالأمس خرج علينا السيد منى أركو مناوى رئيس حركة تحرير السودان والموقع على إتفاق جوبا خرج علينا بمثل إنجليزى بــ(الخلاء) يقول فيه (إذا أردت أن تعيش فى الغابة هيئ نفسك للتعايش مع المرفعين) (يا ربى ناس بريطانيا ديل عندهم مرفعين عديل كدا).

وإذا إضطرت الظروف المرفعين أن يأكل صغاره ويتغذى عليهم فإن غريزة الأبوة تكون حاضرة لكن للضرورة أحكام وقبل أن يقدم المرفعين على إلتهام صغاره فإنه يرسل رسائل تحذيرية فى بريدهم يشعرهم فيها أنه يقدم على أكل أحدهم ومن فهم الرسالة من الصغار فإنه يفر بجلده ويستقل عن بقية أفراد القطيع ومجمل رسالة الذئب الأب فى بريد صغاره فإنه يقول لهم (الليلة ريحتكم بقت غنم غنم) والغنم هى الوجبة المحببة للذئب وبذلك يكون الأب قد أنذر صغاره بأنه قد نوى أكلهم ودائما ما يكون الضحية هو الصغير (الكيشة) الذى يحاول البقاء مع والده فى بيته لأطول فترة.

الشعب السودانى بدأ يرسل ذات الرسائل التى يرسلها الذئب فى بريد صغاره قبل إلتهامهم والتضحية بهم فها هى ولايات القضارف وكسلا وشمال وغرب كردفان ونهر النيل وولايات دارفور وولاية سنار التى إستبق واليها العاصفة وأعلن حالة الطوارئ هذه الولايات أرسلت رسالتها فى بريد الحكومة الإنتقالية بأن الحال أصبحت لا تحتمل وأن الضائقة المعيشية قد وصلت سقف المعاناة وأصبح الحصول على الحد الأدنى من متطلبات الحياة بشق الأنفس فى ظل فشل الحكومة الإنتقالية الأولى فى الإهتمام بقضية معاش الناس وها هو الشعب السودانى يقول لحمدوك (ريحتك بقت غنم غنم) فهل سيفهم حمدوك الدرس أم أنه سيظل فى محطة الناس (التُجُم الكيشة) حتى يكون لقمة سائغة للحراك الشعبى القادم.

وكلما قامت الحكومة بإجراءات إقتصادية تشتم منها رائحة روشتة البنك الدولى فإنها تلقى بعبء المعاناة على كاهل المواطن بحساب التكلفة المرحلة وكل الإجراءات التى تفرضها الحكومة يكون المتضرر منها المواطن حتى تكون الحكومة فى خانة الضحية فإنها تلقى باللوم على فلول المؤتمر الوطنى وتوجه لهم كل التهم التى تبرر فشل الحكومة الإنتقالية الأولى ولا سيما بعد أن إنكسرت شماعة العقوبات الإقتصادية الأحادية المفروضة على السودان والحصار الإقتصادى.

نــــــــــص شــــــــوكــة

لذلك نجد الحكومة قد كشرت أنيابها بصورة خجولة وأعلنت عن حملة إعتقالات على فلول المؤتمر الوطنى وهذه القرارات يجب أن تكون بمثابة البيان الثانى فى يوم ١١ أبريل ٢٠١٩ وليس الآن وما يتم اليوم بشأن الفلول لا يتعدى كونه فرفرة مذبوح فى إنتظار خراج الروح.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(يا حمدوك الأيام دى ريحتك بقت غنم غنم).

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى