خبراء يحملون رئيس الوزراء مسؤولية ضياع العام الدراسي
الخرطوم :الوطن
بينما صدرت توصية مشتركة ما بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بضرورة فتح المدارس أمام الطلاب، فى ظل ازمة كامنة تتعلق بقضية المناهج التي تم تجميدها بواسطة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، وأدى هذا القرار لاستقالة د. عمر القراي مدير المناهج بوزارة التربية والتعليم، وما تلاها من بيان ملتهب من وزير التربية والتعليم، الذي اشتكى فيه من غياب المؤسسية التي مست صميم مسؤولياته، بجانب تجاوز رئيس الوزراء لوزارته والتعاطي مع مسالة المنهج بعيداً عن المختصين الذين اعدوا الاضافات او الحذف الذي تم على المنهج القديم .
وفي ظل هذا الغموض الذي يجثم علي المستقبل التعليمي في السودان، تبدو خطوات دؤوبة لفتح ابواب المدارس مع الحيرة التي تبدو علي وجوه الطلاب وأولياء الامور وقبلهم المعنيون بالامر وهم من المعلمين والموجهين التربويين،
وضمن استطلاعات صحفية اتضح بان المسالة برمتها اصبحت تسبح في فضاء من الامزجة الشخصية ،وتم رصد استطلاعا في عدد من الولايات للاجابة علي سؤال واحد وهو بماذا يتم تدريس الطلاب هل بالمنهج الجديد ام القديم؟ مسؤولون بوزارة التربية ولاية جنوب دارفور اشاروا انه يتم تدريس الطلاب بالمنهج القديم، واضافوا “المناهج لم تتغير، وتغير فقط منهج الصفين الاول والسادس”، وقالوا ان التدريس يتم بنفس خطة وزارة التربية والتعليم المقرر لهذا العام، مشيرين إلى ان نفس هذا السؤال يصدر من الطلاب وأولياء امورهم.
فيما اشار معلمون بولاية نهر النيل إلى ان بعض المعلمين اتجهوا للتدريس بالمنهج الجديد، مؤكدين التزامهم بعدم تدريس الدروس التي كانت مثار جدل في الفترة السابقة والتي بناءاً عليها تم تجميد العمل بمنهج (القراي). وفي ظل هذا التباين وبعد ان أصبح المنهج الجديد واقعاً يمشي على قدمين بعد أن تمت طباعته وتوزيعه علي المدارس في الولايات والعاصمة .
الخبير التربوي صابر أحمد يشخص الواقع ويقول ” ان قضية تدريس المناهج اخذت جانبا كبيراً من النقاش وسط المعلمين، مشيرا إلى انهم في حيرة من امرهم ويتساءلون هل ندرس بالمنهج القديم ام بالجديد والالتزام بالاجزاء التي تم حذفها، ام ان هناك منهجا ثالثا جديدا؟ ووصف مايحدث في أمر المناهج الان بالامر الغريب.
أحمد أشار إلى ان الحذف في مقرر التاريخ وصل إلى 60%، وقال مواد أخرى تم حذف دروس مهمة منها، لكن لم تتم اضافة دروس اخرى، مشيرا إلى ان الطلاب في حيرة من امرهم ويسألون هل سيتم تجميد الدراسة مرة اخرى بسبب الازمات الحالية، وقال الوضع ضبابي جدا.وتذهب المحللة السياسية د. جيهان النعيم إلي ان كل ما يحدث تعبر عن حالة من الفوضي واستغباء الشعب السوداني، فلا يستقيم ان يجمد السيدر رئيس الوزراء من جهة، وان تتم التوصية باستئناف الدراسة بالمنهج المجمد من جهة ثانية، ويبدو كانما بالسيد رئيس الوزراء يحاول شكلياً امتصاص غضب الشارع، ولكن واقعياً المنهج سيتم العمل به في حال استئناف الدراسة وهو الامر الذي يسود الآن في بعض ولايات السودان، وهو امر ينذر بالخطر، لان العملية في مجملها تخبط لم يخطط لها بصورة صحيحة ، و تعتبر قنبلة مؤقوتة يمكن أن تنفجر في بلد لا تنقصها اي انفجارات سياسية او مجتمعية .
وأكد خبراء أن كل المؤشرات تؤكد ان البلاد سوف تواجه بعدد كبير من الصعوبات التي تواجه العام الدراسي المهدد بعدم الاستمرار، بعد تنامي ازمات اخري ملازمة لازمة المناهج، خاصة ازمة الخبز والوقود ، وأشار عدد من الطلاب في استطلاعات صحفية، كانت خلاصته ،ان اغلب الطلاب موجودون في صفوف الخبز، وبعضهم يقول انه تم تجميد العمل بالمقرر الجديد ولن يحضروا إلى المدارس الا بعد اعلان رئيس الوزراء عما توصلت اليه اللجنة التي كونها بخصص المناهج، مشيرين إلى انهم لجوء للعمل في السوق لمساعدة اسرهم، وتوقعوا ارتفاع تسريب الطلاب عن الدراسة، مطالبين بمعالجة القضية قبل ان تستفحل.