رأي

تاركو … تطويع شعارات(المسؤولية المجتمعية) لتصبح (إشعارات حب)

كتب / أ.يونس سراي

في وطنٍ أنهكته التحديات، تظل المبادرات الصادقة هي النبض الذي يعيد للروح اتزانها وللأمل معناه. وفي هذا الأفق الذي تتقاطع فيه الحاجة بالعزيمة، تتقدّم (تاركو للطيران) لتجسّد مبدأً عميقًا مفاده أن التحليق لا يكون حقيقيًا إلا حين يحمل على جناحيه فكرة البناء وخدمة الإنسان.

من هذا المنطلق، ومن تلقاء نفسه وجّه المدير العام(لمجموعة تاركو) الأستاذ (سعد بابكر ) بتكليف الأستاذ(عبدالرازق محمد ) وزميله (الاستاذ أحمد خلف الله) من (مكتب الشركة بالقاهرة) للسفر إلى (مدينة أسوان) لتكريم الطالبة(رهف الأمين)، الحائزة على (المركز الأول في الشهادة السودانية) .
لم تكن الرحلة من (القاهرة) إلى (أسوان) مجرد انتقال جغرافي، بل عبور رمزي بين جهد العلم واعتراف الوطن، وبين الحلم الفردي والوفاء الجمعي.

قدّمت (تاركو) للطالبة درع التفوق وهدايا رمزية، في مبادرة تشبه توقيع الضوء على صفحة النجاح، لتؤكد أن تكريم المتفوقين ليس احتفالًا عابرًا، بل استثمار في جوهر المستقبل. فالأمم التي تكرم عقولها، إنما تبني مجدها الحقيقي من الداخل، حيث تتشكل الهوية بالمعرفة، ويُعاد تشييد الوطن بالفكر لا بالحجارة وحدها.

وفي قلب هذه الرؤية يقف الأستاذ (سعد بابكر) ، رجل البر والإحسان الذي(يرى في المسؤولية المجتمعية رسالة_قبل أن تكون خدمة ) ، وفي القيادة سبيلاً للعطاء.
تتجلى في (شخصه الوطنية بمعناها الأصيل) ، وحب الخير في أنقى صوره؛ إذ يؤمن أن الوطن لا يُبنى بالقول، بل (بالأفعال التي تشبه الدعاء في صفائها)
هو من أولئك الذين يجعلون من المناصب جسورًا للعطاء، ومن النجاح (وسيلة لإلهام الآخرين نحو الخير والبذل).

ولأن فلسفة (تاركو) لا تقتصر على المبادرات، بل تمتد إلى جوهر العمل ذاته، فقد واصلت الشركة أداء دورها الوطني بعمل أكثر عمقًا حين سخّرت أجنحتها لنقل أجهزة ومعدات علمية وطبية مجانًا من (الدوحة) إلى (الخرطوم)، وهي هدية من (خريجي جامعة الخرطوم) لدعم إعادة تأهيل الجامعة وتجهيز معاملها.
كان ذلك الموقف أكثر من التزام لوجستي؛ كان بيانًا عمليًا بأن المسؤولية المجتمعية حين تصدر عن إيمان وطني، تتحول إلى طاقة تبني وتضيء.

وفي جوهر هذه المنظومة المتماسكة تتبدى فلسفة (تاركو) في اختيار) منسوبيها،
إذ يبدو أن التوظيف فيها لا يعتمد على السير الذاتية وحدها، بل على نبض القيم الإنسانية والضمير الحي.
فالموظف في (تاركو) لا يُختار فقط لقدرته على الأداء، بل لصفاء نواياه واستشعاره لمسؤوليته تجاه الآخرين.
كأن الشركة تنتقي من بين الناس من تتناغم أرواحهم مع رسالتها، فيصبح كل عامل فيها مرآة لإنسانيتها وصورة لضميرها الوطني.
ولذلك، حين تلتقي بأحد أفرادها، تشعر أنك أمام وجه السودان الحقيقي؛ وجه الصدق والبساطة والكرم، حيث يتوحد الأداء مع الأخلاق، والنجاح مع الرحمة.

بهذه الروح، تؤكد (تاركو للطيران) أنها ليست مؤسسة اقتصادية فحسب، بل كيان ينبض بضمير الوطن.
وحين تختار أن تكرم علماً أو تنقل معرفة، فإنها لا تفعل ذلك بحثًا عن الأضواء، بل لأنها تدرك أن السماء لا تكتمل بنورها إلا حين يضيء الوطن من الأسفل أيضًا.

إن ما تقوم به (تاركو) ليس مجرد مبادرات متناثرة، بل فلسفة في الفعل تؤمن بأن التنمية تبدأ ببناء الإنسان قبل البنيان، وبأن التحليق الحقيقي هو ذاك الذي يربط الأرض بالسماء بخيط من الإخلاص والمسؤولية.

في كل يوم تؤكد لنا (تاركو) أن مثل هذه المواقف (شهادة ناصعة) بأن الوطن لا يخدم( بالشعارات، بل بالأفعال) التي تزرع أثرها في (صمتٍ وسمو)،وكل هذا بفضل الله ثم اجتهاد مديرها العام (سعد_الإنسان) الذي آمن أن العطاء هو أسمى درجات التحليق،و(قيمة المرء) تقدر بقدر(إسعاد الناس) وتلمس حاجتهم وتحسس أوضاعهم.

تاركو .. شكراً جميلاً وجزيلاً

زر الذهاب إلى الأعلى