آخر الأخباررأيسياسيةكلمة الوطن

“نادر” .. بالفعل نادر جداً ..

غوص داخل كواليس منظمة زيرو فساد ..

جنا النيم ..

بقلم/علاءالدين يوسف

“سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة… قيل: ومن الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.” حديث نبوي شريف.

في أعقاب سقوط نظام البشير، انفتحت أبواب الإعلام على مصراعيها أمام كل من أراد أن يصرخ، أن يظهر، أن يتحدث، أن يركب الموجة. بين أولئك خرج المسمى نادر العبيد، متخففاً من كل عبء معرفي أو أخلاقي، يبحث عن زاوية تُسلّط عليه ضوءاً ليس من حقه.

كان دائم التردد الى مكاتب الصحف ، باحثاً عن فرصة او نصفها حتى، لقد جاءني الرجل ذات يوم إلى مكاتب جريدة الوطن، متوسلاً لا طالباً، أن ننشر له خبراً عن بلاغ قديم كان قد قدمه ضد احد رموز النظام البائد ،ليكون في مظهر البطل الشعبي ، أن نُظهره للناس وكأنّه صاحب مشروع أو فكرة. وما من مرة حضر فيها إلا وكان في تصرفاته ما يثير الريبة. إحساس غريب كان يلازمني كلما نظرت في وجهه أو أنصتت لكلامه: هذا الرجل ليس على سوية.

وذات يوم اتى الى متعرقاً ، لاهثاً ، ليزف إليّ ما بدا وكأنه “بشرى عظيمة”، قائلاً بثقة زائفة:

“بعد كل الثورات في الدول العربية تأسست منظمات لمحاربة فساد النظم البائدة ، “وهنا عندنا الفساد كثير” ولذلك … “أنا بصدد تأسيس منظمة اسمها (زيرو فساد) ستسجل في سويسرا ، وأريدك ضمن المؤسسين، و جريدة الوطن تكون مسؤولة عن الإعلام والعلاقات .” .. بل وحاول اغرائي اكثر بانني اذا وافقت سياخذني معه الى سويسرا و”ليلة القدر جاتني”

شوف الاهطل دا بالله ..

لم أجب في حينها. وقلت له دعني افكر .. وأسرعت إلى من أثق بحكمته ونزاهته، فحكيت له ما دار، فما كان منه إلا أن قال لي ثلاث كلمات فقط:

“لا لا لا… ابعد بعيد.”

في تلك اللحظة، سقط القناع، أو بالأصح: تأكد لي أن القناع لا يغطي شيئاً فهمت أن نادر العبيد ليس مشروع إصلاح، بل مشروع تمكين شخصي بغطاء زائف. وأن المنظمة التي يتغنّى بها ما هي إلا لافتة تُخفي خلفها طموحًا مريضاً للسطوة والظهور، لا للمصلحة العامة ولا لمحاربة الفساد.

وبالفعل الايام أثبتت ذلك .. ولعله يذكر المقال الشهير الذي كتب له على ظهر هذه الصحيفة.. بان الوطن تعرف كيف تحارب الفساد بعيداً عن الإبتزاز.

لقد خُدع به كثيرون، وظنوه فارساً على جواد الإصلاح، فإذا به مجرد “رويبضة” – كما وصفه النبي الكريم – رجل تافه يتحدث في أمر العامة، ويخدع الجموع بالشعارات الفضفاضة بينما يبني لنفسه مجداً هشاً على ظهر آمال البسطاء.

واليوم، بعد أن تكشفت فضائحه، وسقط عنه ثوب الطهر الذي كان يتباهى به، نقول للناس:

لا تغتروا بمن يرفع لافتة النزاهة، فليس كل من تحدث عن الفساد طاهراً، وليس كل من أنشأ منظمة او قناة هو صاحب رؤية.

وقريباً نكشف للعامة .. من يموله ولماذا!!

مجرد “رويبضة” يتقن التمثيل… ويموت الناس وهم يصفقون له.

زر الذهاب إلى الأعلى