مبارك الفاضل… حين يتقيأ المواقف لمن يدفع أكثر

كلمة الوطن – كتب/علاءالدين يوسف
منصات السياسة السودانية، المزدحمة أصلاً بالضجيج والانتهازية، لم تُفاجأ كثيرًا بتغريدة مبارك الفاضل التي حاول من خلالها أن يخلط الأوراق ويحمّل “الحركة الإسلامية” مسؤولية اندلاع الحرب، في محاولة رخيصة لركوب الموجة وتقديم أوراق اعتماده للجهة التي يبدو أنها تحكم قبضتها على الصحن الجديد.

مبارك، الذي ظلّ طوال تاريخه يتنقل بين الموائد بحسب ما يُقدم له من أطباق السلطة والمال، يريد الآن أن يظهر كحارس للعدالة وضمير للأمة، بينما يعلم الجميع أن ذمّته السياسية لا تتجاوز سُمك الدولار، وأن بوصلته الوحيدة هي من يدفع أكثر.
تصريحاته الأخيرة لا تُدين الإسلاميين بقدر ما تُدينه هو، فهو ذاته الذي كان ينام في حضنهم حين كانوا في السلطة، ويتكئ على جدرانهم متى احتاج دعماً أو منصباً. واليوم، فجأة، يخرج علينا مدّعياً النقاء، بينما فمه ما زال يقطر دسماً من الموائد القديمة.
وللتاريخ، نحن لسنا من المدافعين عن الحركة الإسلامية، بل ممن يحمّلونها نصيباً كبيراً من خراب هذا البلد، لكننا أيضًا لا نقبل أن يبيع أحد دماء أبناء شعبنا في مزاد سياسي رخيص، لا من باب المبدأ، ولا من باب الاحترام لشهداء سقطوا وهم يقاتلون في ميدان معركة – سواء اختلفنا أو اتفقنا معها.
يا مبارك… حين يتحدث من باع كل شيء، لا يبقى للمعنى وزن، ولا للكلمة شرف. الصحن الجديد يبدو غريقاً بالنقود، وأنت كالعادة… أول من يغرق فيه دون خجل.


