القيادة لا الكهانة: لماذا يجب احترام الألقاب الوطنية والدينية عند الحديث عن الفريق أول عبد الفتاح البرهان

مهندس طارق حمزة زين العابدين
11 يوليو 2025
مقدمة
في خضم الأحداث السياسية والعسكرية المتلاحقة في السودان، تبرز أهمية الدقة في اختيار الأوصاف والألقاب عند الحديث عن الشخصيات الوطنية، وعلى رأسهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة. من المؤسف أن بعض وسائل الإعلام أو الأفراد قد يطلقون عليه صفة “الكاهن”، وهو أمر يتنافى مع الحقيقة ومع القيم الدينية والاجتماعية في السودان.
معنى كلمة “كاهن” في اللغة والمفهوم الإسلامي
• الكاهن في اللغة العربية هو من يدّعي معرفة الغيب أو الأسرار، ويزعم أنه يخبر الناس بما سيحدث في المستقبل أو بما خفي عنهم، وغالبًا ما يكون ذلك بالاستعانة بالجن أو الشياطين.
• في الديانات القديمة كاليهودية والمسيحية، يُطلق الكاهن على رجل الدين الذي يقوم بالخدمات الدينية ويعمل وسيطًا بين الناس والله.
الكاهن في المفهوم الإسلامي
• الإسلام يرفض الكهانة رفضًا قاطعًا، ويعتبرها من الكبائر، بل ويصف الكاهن أحيانًا بالمشرك لأنه يدّعي مشاركة الله في علم الغيب.
• جاء في القرآن الكريم:
“فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ” (الطور: 29).
• في السنة النبوية، ورد وعيد شديد لمن يأتي الكهان أو يصدقهم، مثل:
• “من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.”
• “من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا.”
• الإسلام لا يعترف بأي وساطة دينية بين العبد وربه، ولا يوجد فيه طبقة كهنوتية.
لماذا إطلاق صفة “الكاهن” على البرهان خطأ كبير؟
• إطلاق صفة “الكاهن” على الفريق أول عبد الفتاح البرهان لا يتوافق مع المفهوم الإسلامي ولا مع الأعراف السودانية.
• البرهان رجل دولة وقائد عسكري، لم يدّعِ يومًا معرفة الغيب أو ممارسة الكهانة أو الوساطة الدينية.
• استخدام هذا الوصف فيه إساءة دينية واجتماعية، ويخالف القيم التي تربى عليها السودانيون، كما أنه يسيء إلى صورة القيادة الوطنية أمام الشعب والعالم.
دعوة للإعلاميين والصحفيين
• يجب على الإعلاميين وأهل الصحافة توخي الدقة في اختيار الألقاب، وعدم الانجرار خلف أوصاف لا تليق بالقادة الوطنيين.
• من الأفضل إطلاق ألقاب تعبر عن حقيقة الدور الوطني والقيادي، مثل “القائد العام للقوات المسلحة”، “رئيس مجلس السيادة”، أو حتى ألقاب مستوحاة من الإنجازات والتقاليد السودانية الأصيلة.
• على سبيل المثال، كما أُطلق على الرئيس المصري أنور السادات لقب “الرئيس المؤمن” و”رجل الحرب والسلام” بعد انتصارات أكتوبر، يمكن اختيار ألقاب تليق بقائد عسكري وطني دون المساس بالقيم الدينية أو الاجتماعية.
خاتمة
إن احترام الألقاب الوطنية والدينية ليس مجرد مسألة شكلية، بل هو تعبير عن احترام الذات والوطن والدين. لذا، يجب التوقف عن إطلاق صفة “الكاهن” على الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والتركيز على صفاته الحقيقية كقائد عام للقوات المسلحة السودانية ورئيس لمجلس السيادة، بما يتوافق مع تقاليد السودان العريقة وقيم جميع الأديان السماوية.


