إستراحة الجُمعة ..

كامل إدريس.. البحر أمامك والعدو داخل قصرك
كتب/ علاء الدين يوسف سيدأحمد
لا شكّ أن تعيين السيد كامل إدريس رئيساً للوزراء في هذا التوقيت الحساس أمر يثير الكثير من الجدل، إذ إن الوضع الراهن في البلاد يحتاج إلى “ساحر” أو “شخص خارق” لمحاولة إعادة الأمور إلى نصابها.
لكن من اختار هذا الرجل حتماً نظر إلى الأمر من زاويةٍ ربما لا نراها جميعاً، و من المؤكد انها بعيدة كل البعد عن معيار الكفاءة. فكامل “كامل الدسم” – شخصية ضعيفة، مطيعة، تنفّذ الأوامر دون جدال – يتمتع بعدد من الصفات الشخصية التي، رغم وضوحها، رأى من اختاره أنه سيكون مقبولاً لدى المجتمع الدولي. وهذا ما لا أظنه، فالعالم لا ينظر إلى الدول إلا بقدر قوتها وقدرتها، والسودان الآن في وضعٍ لا يُحسد عليه.
بالأمس، أعلن كامل إدريس تعيين خمسة وزراء، سبقهم وزيرين، فيما يُسمّى بـ”حكومة الأمل”. وفور الإعلان، خرج علينا المحللون السياسيون يزفرون كلٌّ على طريقته؛ منهم من رأى أن التعيينات أصابت بعضاً من أهدافها، ومنهم من اعتبر أن بعض الوزراء الجدد يفتقرون إلى الكفاءة.

لكن ما شدّني حقاً كان تحليل أحدهم – دون ذكر اسمه – وهو “كوزٌ أشر”، مقرّب من دوائر الحكومة، تحدّث قائلاً إن اختيار الوزراء تمّ على أساس قبلي بحت (الزغاوة، البني هلبة، النوبة، المساليت، البني عامر). وهذا يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات مشروعة: لماذا أعلن كامل إدريس سابقًا أن اختيار الوزراء سيتمّ بعد تقديم الكفاءات وسيرهم الذاتية (CV)؟
و أولهم وزير المالية الذي قدم سيرته الذاتية عبر الدوشكا والقرنوف.
هذه سقطة جديدة تُضاف إلى سجلّ “كامل الدسم”.
يا سيادة الرئيس، كنّا – نحن الشباب – نأمل أن تخرج وتخاطبنا بوضوح، أن تصارحنا بالتحديات، أن تحترم وعينا. لكن يبدو أنك لا تختلف كثيراً عمّن سبقوك؛ فقد جئت، لا من باب الكفاءة، بل من منظور “كامل الدسم”…
قال “أمل”، قال.


