رأي

(إقالات البرهان) … الحفر برأس الإبرة ..!

(إقالات البرهان) … الحفر برأس الإبرة ..!

بقلم : إبراهيم عربي

لايزال رئيس مجلس السيادة الفرق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة يواصل سياسة الحفر برأس الإبرة حتي في شأن إقالة وتكليف حكومته والتي أقال بموجبها أمس وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق علي وتكليف السفير حسن العوض علي ، وإقالة والي القضارف المكلف محمد عبد الرحمن محجوب وتكليف اللواء ركن م محمد أحمد حسن ، ووالي كسلا المكلف محمد موسى عبد الرحمن وتكليف اللواء ركن م الصادق محمد الازرق ، وإرجاء إقالة والي الشمالية المكلف وتوقعات بتكليف اللواء أمن مبارك بدلا عنه حسبما كشفت مصادر ..!.

بالطبع كنا نتوقع إقالات بالجملة وعلي رأسها رئيس الوزراء المكلف وربما كثيرون لا يعلمون أن الحكومة لها رئيس وزراء مكلف حي يرزق ..!، كنا نتوقع إقالة الحكومة بكاملها وتكوين حكومة حرب خليط مابين عسكرة الولاة ومدنية وعسكرة بعض الوزارات والمؤسسات التي تحتاج لكشات وليست مجرد إقالات سياسة بيع التجزئة هذه ، لا سيما وأن الفريق أوّل ركن ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش كشف عن وجود (جنجويد وقحاتة ..!) داخل ديوان النائب العام وبنك السودان وغيرها .

علي كل فاجأنا الجنرال البرهان بإقالة وزير الخارجية المكلف الدكتور علي الصادق دون غيره من الوزراء رغم نجاحه في كثير من الملفات وبالطبع إخفاقاته في أخرى ، ويقال أن الرجل قدم إستقالته أكثر من مرة رفضها الرئيس ، فيما رشحه مقربين منه لتقلد منصب السفير في لندن أو مبعوثا ، ولكن الراجح أن الدنيا قضت غرضها كما ظل يقول الاستاذان يوسف عبد المنان وعبد الماجد عبد الحميد ..!.
من الواضح أن إقالة واليي القضارف وكسلا لهما علاقة بضغوط وترضيات أهلية ، حيث كانت إقالة الوالي المكلف محمد عبد الرحمن محجوب بالمفاجأة لنا لنجاحاته في كثير من ملفات الولاية المهمة الشائكة الحدودية ، وربما أطاحت به مسيرات التمرد التي أحدثت إختراقا أمنيا في جدار أمن حكومة الولاية .

ولكن يبدو أن الأمر غير ذلك قال لي من أثق في إفادته أن كثير من أهل القضارف غير راضون عن أداء الوالي ، وقالوا إنه ترك الرجل أمر الولاية لمدير مكتبه ليمرح كما شاء مما تسبب في مشاكل كثيرة مع بعض قيادات الولاية ، ولكن اعتقد أن لزيارة البرهان المفاجئة وصلاة العيد في أم شجرة حاضرة مكوكية البوادرة وفي ظل حشد شعبي كبير غاب عنه الوالي وهتفوا بإقالته يبدو إنها كانت مرتبة وذات أهداف سياسية واضحة ..!.

غير أن إرهاصات سبقت زيارة البرهان كان يتردد أن المتمرد كيكل قائد الدعم السريع بالمنطقة طلب من شخصية أهلية مهمة التوسط له عند البرهان لتسليم نفسه وقواته وفق شروط محدودة ، لا تستبعد مصادر أن تكون الشخصية هي مك البوادرة دكين لعلاقته المتميزة مع كيكل وأن تكون زيارة البرهان المفاجئة لها علاقة بهذا الإتفاق وقالوا من شروطه إقالة والي القضارف الذي ذهب مجرد كبش فداء وتعيين اللواء م محمد أحمد حسن المقرب من المك ، ولكنها ربما تفجر أزمة وصراعا جديدا بين الشكرية والبوادرة مبني علي خلفية صراع قديم منذ عهد النظام السابق الذي أجاز بموجبه نائب الرئيس حسبو مكوكية البوادرة ، ولكنه يتردد إعتزار الرجل لظروف صحية وتكليف اللواء ابو شوك والياً لولاية القضارف بدلا عنه ..!.

غير أن مصادر ذات صلة قالت أن والي القضارف المقال محمد عبد الرحمن محجوب مرشح لتقلد منصب وزير ديوان الحكم الإتحادي(عمدة الولاة ..!)
الذي يتقلده الآن المهندس محمد كرتكيلا عن الحركة الشعبية جناح عقار
لإخفاقاته المتعددة في ملفات الوزارة المهمة ، ولكن اعتقد زيارة البرهان هذه لولايتي كسلا والقضارف بذاتها ضمن مهام الوزارة وكافة تحركات المسؤولين الاتحاديين للولايات لا تتم دون تنسيق مع الوزارة ، فلا أدري هل تحركات الرئيس تدخل ضمن هذه الخصوصيات أم لا ..؟!.

علي العموم اعتقد زيارة البرهان يوم العيد لكل من مكوكية البوادرة ونظارة الهدندوة والعموديات المستقلة لها علاقة بإقالة واليي القضارف وكسلا حسبما رشحت من معلومات من مجالس المدينتين تتحدث علنا عن تدخلات قبلية اطاحت بالرجلين من قيادة القضارف وكسلا ..!، ومع الأسف تم تغييب الاثنين معا عن الزيارة وبالتالي لم يشاركا فيها وربما ليس لهما علما بزيارة الرئيس الخاصة نفسها ..!.

كان الرئيس نميري رحمة الله عليه يعين ويقيل دون مشورة وفي مرة أقال وزيرا وجاءت عشيرته محتجة لإقالته فقال لهم الرئيس نميري لما عيناه شاورناكم قالوا لا ..! ، قال لهم الآن شلناه ..!، واذكر في عهد الرئيس عمر بشير إندلعت خلافات قوية بكسلا بين الناظر المخضرم ترك والوالي آدم جماع فاتصلت بالناظر ترك مستفسرا فقال لي الناظر (جماع لا عهد له ..!) ، فاستدعاهم الرئيس البشير وقال لجماع علي جنبة زي الناظر ترك دا برضوه مش بزعلوه ..!، فحدث ماحدث فاستصلت علي الناظر لعلي اخرج بمانشيت عريض إقالة جماع ليفاجئني الناظر برده (أنا وجماع عسل علي لبن ..!) فكان أيضا مانشيت ولكنه

وفاقي ..!، فأي المدرستين نهل منها البرهان ..؟!.

علي أي حال يتردد أن والى كسلا محمد موسى تمت إقالته بسبب تجاوزات إدارية تورط فيها الرجل مع آخرين فكانت تصريحات الناظر ترك تؤكد أن الناظر عنده الخبر اليقين ولذلك إستقبل الرئيس البرهان في أروما إستقبالا حاشدا دون علم الوالي ، ولكن بلاشك فإن صدقت أحاديث المجالس أن إقالة واليي القضارف وكسلا
جاءت استجابة لضغوط قبلية من مك البوادرة دكين وناظر الهدندوة والعموديات المستقلة ترك دون أسباب موضوعية ، تصبح سابقة خطيرة في سياسة التجزئة التي يتبعها الرئيس البرهان بشأن تشكيل الحكومة ..!.

زر الذهاب إلى الأعلى