وداعاً حميدتى ودولة بنى صهيون

وداعاً حميدتى ودولة بنى صهيون
بقلم :بروفيسور حسن خليفة عثمان
الفاعل الرئيس في تاجيج التآمر على مواطني السودان هو اسرائيل الملعونة وصانعيها وخدامها في المنطقة.. فقد استبدت بقوتها وظنت انه يمكنها ان تشكل العالم العربي والإسلامي كما تريد وتستبدل عقائده وتقاليده ولغته واخلاقه..
كل مستبد بحوله وقوته دون حول الله وقدرته تفنيه ببساطه سنن الله وتقتله اضعف مخلوقاته فالصومال الممزقة وهي في حالة اللادولة تسحل جنود امريكا وتجبرها على المغادرة وافغانستان تهزم روسيا والامريكان فيخرجان ذليلان
احكم الكبار تدبيرهم نحو السودان واحاطوا به احاطة السوار بالمعصم فانكسر العمود الفقري لتدبيرهم يوم عرسهم وانفرط العقد وتشتت الأمر وتوالت النوازل السماوية من كل حدب وصوب.. وتهاوت اركان التدبير
الرئيس واقرانه ينجون والجيش ينتصر والشعب يساند وابي احمد ينزلق في تمرد والكيني يغوص في وحل ورئيس النيجر يسقط ومالى تطرد السفير الفرنسى والقوات الفرنسية ودول افريقيه تلحق وفاغنر وما ادراك ما فاغنر تصبح في لمحة بتدبيرها شذر مذر ويفنى القائد والقياده..
السودان في ترقب واستعجال لفجر النصر ويوم الاحتفال وعودة النازحين.. يلهجون بالدعاء للنصر وهلاك الاعداء ويخفف عنهم ويثلج صدورهم تتتالى
بشريات القبول والتنكيل
اما هذه فلم تتوقعها احد رغم تساقط الداعمين للتمرد وتفرقهم في الداخل والخارج.. ان يغرق الطوفان رأس الكفر ومنبع الفتن هذا مستحيل
صابر اهل السودان بجلد حتى سعدوا بموت هبل بطوفان الاقصي وتمزيق الجدر والحمايات
اخترقت الجدر والحمايات ودخل اسرائيل اكثر من الف جندي فلسطيني برا وبحرا وجوا وليس بأنفاق. وعجزت الاستخبارات العالمية والصهيونية عن كشف التحرك او تحديد موعده..
رفعت التقارير الامنية بالهدوء فى الجنوب وتواصلت الاحتفالات
دخل الفلسطنيون ارضهم المحتلة بعزة وقوة ومنعة واقتدار.. موجات تتابع ونيران تصلي ورعب وفرار وتحرير وقتل واسر وزحف واستيلاء على معدات وسجلات وحواسيب وملفات وتحطيم وتعطيل البقية..
شغل نوعي وتخير واستهداف الثمين والمركز والفاعلين.. ولذلك نجد ان معظم القتلى المعلن عنهم من لواء غولاني والكوماندوز والاستخبارات والمظليين والجبهة الداخلية. وتفوقوا في ذلك كما ونوعا
من حيث الكم فعدد القتلي في الثلاثة ايام فاق الالف ومعه اكثر من اربعمائة حالة حرجة لا ترجى حياتها واكثر من الفين مصاب اصابات بالغة قد تخلف عاهة مستديمة ومتوسطة وخفيفة
ومن حيث النوعية فحدث ولاحرج ودونك توثيقات الميديا المنتشرة فمن بين الأبرز من القتلي نجد:-
قائد لواء ناحل العقيد يوناتان شتاينبرغ،
قائد كتيبة اتصالات جيش الاحتلال المقدم ساهار مخلوف،
قائد الوحدة المتعددة الأبعاد اللواء روي يوسف ليفي،
قائد محطة رهط بالمنطقة الجنوبية سنيتز جي آر دافيدوف،
قائد كتيبة وحدة استطلاع ناحل المقدم يوناتان بنيامين تسور،
الضابط بالبحرية الإسرائيلية إيلي جينسبيرج الذي “حاز على أكبر عدد من أوسمة الشجاعة”، ولم تمنع جغمه
قتل ١٢٤ جندي حسب إعلان اسرائيل
في مقابل ذلك الكم الهائل قتل اقل من ٣٥٠ فلسطيني مدني من العجزة والارامل والاطفال والفقراء وبعض جنود وقصف منازل وتخريب بنيات.
الثوابت في بني اسرائيل (لتفسدن في الارض(وَإِن عُدتُم عُدنا)، (وَلِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَما دَخَلوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّروا ما عَلَوا تَتبيرًا).. ثم (لا يُقٰتِلونَكُم جَميعًا إِلّا فى قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِن وَراءِ جُدُرٍ ۚ بَأسُهُم بَينَهُم شَديدٌ ۚ)
هذه معركة فاصله منذ بدايتها نقلت العالم واسرائيل لمربع جديد فرض عليهم غير مربعهم.. مربع كتبته المقاومة وفرضته حماس.. لم تعد الجدر والاسلاك تقف امام التقنيات ولا الهجمات الارضية والجوية والبحرية ولا تمنع التصوير والتصنت والتشويش والقرصنة ولا تشكل حمايات لمن خلفها..
اصبحت كل اسرائيل فى غير امان من خطر المقاومة.. وقيدت الحركة وتعطلت المطارات وتوقف الطيران والحركة مع الجيران ولم يسعف فيه القبة الحديدية ولا دعم الامريكان.
بأسهم اصلا بينهم شديد انتج حكومة عمياء متصلبة شتات متباغض..
زادت الكراهية بينهم وبينهم والعرب وحتى بينهم وامريكا.. وادخلتهم في طوفان الاقصى وحرب مزقت وهم الصفوية وقتلت الصفوة وتركتهم يلعن بعضهم بعضا ويتمنون لو ان لهم جناح طائر فيطيروا
فشل سند العالم الغربي وفشلت الجدر والحصون وفشلت القبة الحديدية وعجزت آلياتهم وقواتهم ولم تفلح تقنياتهم والعملاء.. كما فشلت استراتيجيات القهر والردع والاستيطان والفصل العنصري وبان العجز وتعاظم الخطر
ضاقت الخيارات وبارت الحيل وعزت المناورة ولا سبيل لخداع.. ولم يتبقى في جعبتهم غير استخدام السلاح المحرم الذي يفني المقاومة ويفنيهم وتتمدد اثاره ولا يبقي على شجر ولا مدر .. وسيلتهب باستخدامه العالم باسره اذا لم يمنعه مسبقا..
كلفة الحرب اصبحت تتزايد على المواطن الاسرائيلي والامان ينحسر والاخطار والهجرة العكسية تتزايد.. ثم تدفقت الاخطار مع الطوفان والخشية ان يفور التنور وينفجر البركان والاخطار ويغرق الجميع الا سفينة المقاومة ومن تحمله معها أزواج
المربع الجديد هو الاعتراف بفشل الخيارات والسياسات السابقة في التعامل مع المشكلة الفلسطينية ووضع السلاح ارضا والتواضع والاعتراف بالآخر وحقوقه كمواطن وكانسان والتفاوض على سوية وعدل..
ذلك ان حدث سينتج اتفاقا عدلا قابلا للتطوير والتحسين المستمر حتى تنعم المنطقة وساكنيها بالامن ويبقى من يبقي بطمانينة ويغادر من يغادر بسلام وتقوى الدولة ويعم في الارض المباركة الرخاء والرفاه..
فقد مالت كفة المعادلة الصفرية وستستمر ابدا لتبقي خيار يلوح به لتقبل المربع الجديد
والسلام