أم روابة المأساة والجرح العميق

بقلم :يوسف عبد المنان
منذ نشوب حرب ١٥ أبريل الماضي تركت قيادة القوات المسلحة كردفان لقدرها وكفت عن الدفاع عنها لا بالطائرات التي ترسلها لأطراف الخرطوم لتصطاد سيارة اتوس أو ارتكاز به سبعة من المتمردين وتخلت قيادة الجيش عن الأبيض حتى ضرب أكبر مطارات البلاد ودمرت الطائرات المقاتلة في مرابضها وتم حصار الأبيض من كل الاتجاهات وقطع طريق الصادرات وأمسك الدعم السريع بشارع كوستي وقوات الهجانة أم ريش وجدت نفسها أمام واقع يفرض عليها الدفاع عن المدينة الأبيض وحدها والحيلولة دون سقوطها ولما كانت القيادة العليا لاتنظر الا لحدود ولاية الخرطوم تمدد التمرد من الأبيض غربا واجتاح مناطق كازقيل والحمادي والدبيبات وأبو زبد وحتى الفولة ليسيطر على ٢٨٤ كلم من الطريق الأسفلتي ويبلغ الدلنج ولكنه لم يدخلها لوجود اتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال برئاسة عبدالعزيز يحول دون دخولها.
شرقاً تمدد التمرد في اغني محليات كردفان بالموارد وأكثرها سكانا تم اجتياح الرهد ثم أم روابة ولم تطلق رصاصة واحدة دفاعاً عن تلك المناطق وتمدد التمرد حتى مشارف تندلتي وذبح الرجال في قرية ابوحميرة قتل التمرد ٢٨ رجلا وامرأة في مذبحة هي الآن في أضابير مجلس حقوق الإنسان في جنيف وبالأمس كانت مذبحة جديدة حلت بأم روابة أرض النيم والرجال الشجعان.
دخل الجيش المدينه قادما من كوستي وليته لم يدخل فرح الناس بدخوله وزغردت النساء وهلل الرجال ونحرت الإبل ابتهاجا بالنصر وتحرير أم روابة وظننا انها صحوة متأخرة لتحرير كردفان ونحن لاندري انها بداية النكسة حيث انسحب الجيش عائدا إلى كوستي وسط زهول الناس وحيرتهم لتدخل قوات التمرد في رابعة النهار الاغر المدينة ويخرجون منها الأعز ويسيطر عليها التمرد الذي استباحها وبدأ النهب والسلب والإختطاف والضرب والمسجل والقوادين من حثالة المجتمع ومنسوبي قحت الفاسدين يرشدون التمرد لبيوت الناس الذين فرحوا أمس بالجيش وتشهد المدينة الآن مأساة حقيقة تغافل عنها ابنانها في الجيش وكبيرهم وزير الدفاع يسين إبراهيم الذي لايعرف حتى الآن هل ولائه للبرهان الذي عينه ورفعه ام لجهة أخرى.
أين وزير الدفاع الذي هو عاجز عن الدفاع عن أهله وقريته وعشيرته الاقربين وأين مدير مكتب الرئيس بل أين الفريق شمس الدين كباشي الذي تمتد جزوره إلى تلك المدينة؟؟
إذا انتقدت الأداء العسكري ومسار العمليات وطريقة إدارة المعركة هرع إليك المطبلين يطبطبون بالقول الجيش عارف شغله؛؛ وهناك خطة تمضي؛ والي آخر الأمنيات السراب ولكن الحرائر تغتصب ولا الأمن مستتب ولا القيم محفوظة
ام روابة هي أرض الرجال الشجعان فرسان المهدية وفرسان ملاحم صيف العبور هي مدينة ميرغني عبدالرحمن الحاج سليمان ومدينة الراحل عبدالله الصديق المرضي وأكرم الأكارم المهندس الراحل حسن سعيد وهي مدينة رجل الأعمال والخير والإنسانية الذي نهض مشروع نهضة كردفان على بذله السخي إبراهيم بشير الشهير بامونيا هل بلد منهل محمد منهل الداعم للجيش بشجاعة وكبرياء هل بلد السيف المجاهد والكريم المفضال الشاب عبدالله محمد علي بلال الذي رشح لمنصب نائب الوالي لدعم حكومة شمال كردفان الحالية ولكن لايزال المركز مشغولاً عن الأطراف التي لو سقطت جميعا مثل سقوط أم روابة لما شعر بها المركز الغارق في تقديم الاعتذارات لطه عثمان بسبب تأخير استخراج جواز السفر لابنته لأن طه عثمان ممن يخافه الحكام ولكن من يخاف الله في أهل أم روابة حيث تعثر الناس ولم تتعثر حمير قرية الدفينه وكندوه ام زوغي
لك الله يابلادي قد تكالبت على شعبها المحن ولم يعد هناك بارقة امل لنصر يشع من تحت رماد الهزائم.