رأي

منصة

أشرف إبراهيم

الإعلام والأمن القومي

  • لاشك أن الإعلام  بكل وسائله الاعلام التقليدي المقروء والمسموع والمرئي والإعلام الحديث الذي يجمع كل هذا  داخله، للإعلام في عصر السرعة والتقنية تأثير ودور كبير في كل المناحي وقد يكون هذا الدور إيجابي وقد يكون سالب ويشكل مخاطر على الدولة والمجتمع ومن هنا تأتي أهمية العمل على تعزيز الدور الإيجابي والحد من التأثيرات السالبة.
  • ارتباط الإعلام بالأمن القومي وثيق  الصلة وهذا الأمر كان محل دراسات وبحوث ومقارنات ومقاربات في أزمنة وأمكنة مختلفة، ونحن في السودان وفي كل هذا التوقيت العصيب وتحديات الانتقال والهشاشة والسيولة التي تنتظم المشهد في حاجة إلى إعلام مسؤول يوازن بين الرسالة الإعلامية ومطلوبات الأمن القومي، وقد التقطت الزميلة الإعلامية النابهة رشان أوشي مديرة مؤسسة “فريند ميديا ” للإعلام القفاز ونظمت بالأمس (ورشة الإعلام والأمن القومي) في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم  وقد خاطب الندوة  وزير الدفاع وشارك فيها خبراء  ومختصين  ذوي صلة بالعمل العسكري والأمني والإعلامي وحضور كبير للزملاء الإعلاميين ورؤساء التحرير ومدراء المؤسسات الإعلامية.
  • وكما أسلفت تنبع أهمية هذه الورشة من توقيتها والموضوع الذي طرحته ونوقش باستفاضة وتشريح وتطواف احتاج الى أكثر من أربعة ساعات في النقاش وتبادل الآراء والأفكار، وفي تقديري أنه يستحق أكثر من ذلك.

 * وزير الدفاع الفريق ركن يس إبراهيم الذي خاطب الورشة أشار  إلى أن القوات المسلحة تحتاج لجبهة وطنية موحدة لاسنادها في حماية البلاد وقال  الوزارة حريصة على التعاون مع الإعلام وفتح الأبواب  والإستماع لآراء وإستفسارات الإعلاميين وقال بوضوح  الحريات الصحفية وحرية التعبير تحققت و البعض يتحدث  عن تكميمها ولن نفعل لأننا نثق في الإعلاميين ومقدرتهم على  التفريق بين مصالح الوطن ومايضره لأنهم  وطنيون ولفت الى أن على الإعلام التصدي خلال هذه المرحلة لكل مايحاك ضد البلاد وقال في هذه المرحلة نحن  أحوج للإعلام حتى لحماية الأمن القومي. 

  • الورشة شهدت تقديم عدد من الأوراق حيث قدم  الفريق محمد خوجلي الأمين بمركز تدريب القيادات أكاديمية نميري العسكرية العليا ورقة “مسؤلية الإعلام تجاه الأمن القومي” وكذلك  قدم اللواء د. معتصم ممثل مدير جهاز المخابرات الوطني “التناول الإعلامي” وتطرق لأبعاد الأمن القومي والإعلام في محاربة خطاب الكراهية التي استشرت في الآونة الأخيرة واضرت بالسلم المجتمعي.
  • العصف الذهني والأفكار التي قدمت من خلال هذه الورشة تصلح روشتة وخارطة طريق لإعلام وطني مسؤل يعلي من شأن الوطن على ماسواه ويتجاوز خطاب الكراهية والتحريض ودس السموم في الرسالة الإعلامية.
  • الشاهد أن الفترة الماضية شهدت حملات شيطنة كبيرة تجاه القوات النظامية في حالة هياج وإندفاع ثوري وولغت أحزاب بوعي وبدونه في هذه الحملات السالبة وأسهمت في صناعة صورة ذهنية سالبة عن المنظومة الأمنية وتصويرها كأنها معادية للشعب وللثورة والثوار وهذا الأمر للأسف ضار بالأمن القومي والمجتمعي وينبغي أن يكون الإعلام رأس الرمح في إستعدال هذه الصورة لصالح الوطن والمواطن  وحتى لايقع الشباب ضحية حملات تضليل ذات أهداف وأجندة سياسية.
  • يجب علينا التفريق بين الوطن وأمنه ومؤسساته وصراع الأحزاب وتقاطعات السياسة والتركيز على التناول الإعلامي الواعي الذي يسهم في رفع الوعي ويخفض حدة الإستقطاب والإحتقان لتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد وصولاً إلى الإستقرار الأمني والسياسي والإجتماعي.
زر الذهاب إلى الأعلى