((همس الحروف) .. نورة المنهالي إمرأة بقامة وطن)
☘️🌹☘️
الباقر عبد القيوم علي
دعوني أخرج قليلاً عن المالوف لأتحدث بكل فخر و إعتزاز عن إمرأة إستثنائية ، تجلس في منأى عن الأضواء ، أكست بوجودها السودان القاً يضاهي القها ، و إستطاعت بحكمتها أن تجد لنفسها مكاناً في مواطن الخير و جبر الخواطر ، و هي تحمل في أعماقها قيماً عزيزة و شيماً كريمة و خصالاً نبيلة وقد قيل : (وراء كل رجل عظيم إمرأة) ، و لهذا نجدها و من وقفت وراءه كبيرين بأفعالهم و أقوالهم و مواقفهم التي حتماً سيخلدها لهما التاريخ في سجلاته بماء من ذهب ، و ها هي تنسج بعطائها خيوطاً من الود و التاخي و الوفاء ، حينما تداعت اللحظة و تنادت القيم عند موقف يتستحق مثل هذا النداءات ، فأتت إليهم هرولة يحملها إليهم الكرم العربي الأصيل الذي يعرف الناس به (العربان) منذ فجر التاريخ ، و هذا ليس بغريب عنها و خصوصاً أنها (بنت زايد الخير) و فتاة إمارات العطاء ، فنشأت و هي عزيزة عند قومها ( المناهيل ) الذين حملوا مضامين معاني إسمهم في اللغة العربية فكانوا هم الموضع الذي فيه المَشْرَب ، و قد تأست بخيار قومها الذين يعرفهم القاصي قبل الدانى ، بجميل عطائهم و سخاء كرمهم و رفعة قيمهم ، فهم أهل غايات سامية يعز لها نظير في زمان باتت فيه القيم عبارة عن حكاوي تروى كقصص من التأريخ ، فهم من القلة القليلة الذين يحضون الناس على التمسك بمعاني الإنسانية القحة التي يزينها الجود و السخاء و كريم الخصال بيد أنهم جزء أصيل من أهل الجزيرة العربية الذين تشبعوا باصالة الكرم ، و لهذا نجدهم يذمون كل مظاهر الشح و البخل ، فهم كانوا و ما زالوا شعلة عطاء متقدة .
لا شك أن السيدة (أم محمد) الأستاذة نوره المنهالي حرم سعادة سفير الإمارت لدى الخرطوم تعتبر من أصدق الوحات المشرقة للمرأة الإماراتية ، فهي و غيرها من بنات الإمارات يتخذن من أم الإمارات حفظها الله قدوة لهن ، و لهذا حق لها أن تكون من أميز العلامات المميزة في السودان ، فنورة المنهالي إمرأة شماء بقامة وطن و خير سفيرة لبني جنسها من نواعم إمارات الخير ، فهي راعية للشهامة و المروءة و مقتفية أثر حثيث زوجها ، مُتدارِكة لخطواته تلاحق بعضُها بعضًا ، و ساعية بحذوه لأجل إبراز دور إمارات العطاء بأجمل وجه و أزهى حلة ، و بما أن التعليم كان من أهم أولويات الشعب الإماراتي ، فقد نال عندهم محل قداسة ،فأوجدوا له الإستراتيجيات و الوسائل التي تضمن عدم المفاضلة و التمايز بين الجنسين في فرص التحصيل بمختلف مساقاته ، ليتساوى الجميع في الفرص التعليمية لجميع المستويات .
فأجمل اللحظات التي يسعى الناس لتوثيقها هي التي تحمل الفرح ، و أسعد اللحظات هي التي تحمل الفرح النابع من الإحساس بالإنتصار ، و خصوصاً حينما يحقق الفرد صورة من صور النجاح التي تهزم تنمر الظروف عليه ، فأغلب النجاحات التي توجب الفرح أتت من أشخاص تعرضوا لظروف قاسية و لكنهم هزموها بعزيمتهم و توفيق من الله فحققوا النجاح ، و من أجمل الصور لمثل هذا النجاح الذي هزم الظروف كانت قصة الطالبة رماز بشير حسين ، المبدعة و صاحبة الإرادة الصلبة التي لا تعترف بأن للمستحيل مكان في نفسها ، ففرحت بتفوقها و أفرحت معها جميع من حولها بقصة وجدت صدى واسع النطاق في بيت سفير دولة الإمارات العربية المتحدة .
بادرت عقيلة سعادة سفير دولة الإمارت ، السيدة نورة المنهالي بتكريم الطالبة رماز لتفوقها الذي إعترضته ظروف عديدة ، و ذلك ليقين الأستاذة نورة التام بأهمية دور التعليم و ما يصاحبه من نجاحات و خصوصاً لدي النساء ، فلم تستطع إخفاء فرحتها إزاء هذا الموقف الإنساني ، فأتت وهي تحمل معها الفرح و كثير من الهدايا و البشريات بما يتجاوز بيت رماز ، و هنا يتضح لنا جلياً دور العطاء الذي يصحبه الدعم النفسي و الإجتماعي و الذي يولد الثقة في نفس المحتفى به في مثل هذه المبادرات الإنسانية التي إستهدفت منطقة رماز بأثرها بإسم دولة الإمارات العربية المتحدة ، إذ تعهدت بحفر بئر لسقية أهل المنطقة تكريماً لبنتهم و تعزيزاً لأهمية التفوق ، فشكراً جميلاً يليق بجمال روحك أختي نورة ، فالكل يهديك الحروف منمقاً و الكل يكتب و الفعال دليل .. بارك الله لك في نفسك و زوجك و أولادك .