الفنان والمخرج العماني طالب البلوشي في حوار مع الوطن
عشقت التمثيل والفن منذ وقت باكر وأسسنا مسرح الشباب
مسرحية تحطمت الكؤوس لتوفيق الحكيم كانت البداية
كتبت العشرات من النصوص الإذاعية والتلفزيونية وأجد نفسي في الإخراج
هناك دائماً حلقة مفقودة في الأعمال الفنية والنصوص الجيدة تصنع الفرق
لم تواجهني تحديات وأكرس وقتي للتأليف
نصيحتي للجيل الحالي لاتتنازلوا عن قيمة تطوير أنفسكم والأعمال الإبداعية
هو فنان موهوب جمع ما بين التمثيل والإخراج، أسهم في الحركة المسرحية في سلطنة عمان بمشاركاته وإسهاماته في العديد من المسرحيات والأعمال الدرامية والسينمائية وله سجل حافل في عدد من الأدوار والبطولات في المسرح والدراما، وقام بتغطية الكثير من الأنشطة الفنية والثقافية، وهو رائد من رواد المسرح في سلطنة عمان ضيفنا المخرج والممثل والمؤلف طالب البلوشي لنتعرف عليه .
بداية سيرة ومسيرة عن حياتك الشخصية؟
د.طالب البلوشي عماني الجنسية من مواليد ١٩٥٩م، متزوج ولدي سبع أبناء، درست الإخراج والتمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية بجمهورية مصر العربية في عام ١٩٨٢م، حاصل على شهادة عليا من الإتحاد الآسيوي في مجال النقد الرياضي لكرة القدم واليد في العام ١٩٩٠م، كما حاصل على الدكتوراة الفخرية في الإخراج من الأكاديمية العربية للدراسات والتكنولوجيا من جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية.
كيف كانت البدايات الفنية والعملية؟
انضممت لفرقة شباب المسرح في العام ١٩٧٤م مع بعض الزملاء الذين يعتبرونني من رواد المسرح في سلطنة عمان، وأنشأنا فرقة على يد الأستاذ ” يوسف العلوي ” وبدأنا في تقديم عروض من النصوص المحلية والعربية المقتبسة، ومنذ ذلك الوقت كنت أعشق التمثيل خصوصا ” فن المنلوج “، وقمت بتأليف بعض النصوص في هذا النوع من المسرح ” فن المنلوج ” وساعد ذلك على شهرة مسرح الشباب، واستطعنا في ذلك الوقت إقناع وزارة الإعلام والمؤسسات الحكومية بهذه الأعمال التي أدت الى تأسيس فرقة مسرحية باسم ” مسرح الشباب “.
درست فنون المسرح والإخراج والتمثيل فهل إختيارك جاء عن إقتناع أو محض الصدفة ؟
لم تكن صدفة، ولكن حبي واقتناعي وعشقي للعمل المسرحي دفعني للاجتهاد والمثابرة والدراسة في هذا المجال وحصولي على دبلوم في جميع الأعمال المسرحية، حيث تم إنتدابي إلى جمهورية مصر العربية في العام١٩٨٠م للحصول على دراسات في المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
كيف عرفت الدراما والمسرح طريقهم إليك؟
في العام ١٩٧٦م شاركت في مسرحية تلفزيونية بعنوان ” تحطمت الكؤوس ” لتوفيق الحكيم والمخرج العماني محمد بن سعيد الشنفري، وكذلك استمراري مع فرقة “مسرح الشباب” واستطعت الدخول في مجال الدراما من خلال مسلسلات الفوازير حتى يومنا هذا رغم تطور المسرح والدراما والسينما.
ما الذي يغريك في تجربة الإخراج أتفضل أن تكون مخرجا مؤلفاً أم مخرجا منفذاً أم مخرجا مبدعا؟
أفضل أن أكون مخرجا مبدعاً، فقد جاءت تجربتي في الإخراج التلفزيوني والمسرحي والسينمائي والأفلام القصيرة متأخرة، ولي الكثير من الأعمال مع عدد من المخرجين العمانيين والخليجيين والعرب، وقمت بإخراج مسرحيتان وفيلم تسجيلي، الإذاعة كانت بيتي الأساسي منذ العام ١٩٨٠م، وقمت بتأليف أول تمثيلية إذاعية في العام ١٩٧٧م، وايضا قمت بدور المؤلف والممثل والمخرج ومدير للإنتاج في أكبر المسلسلات العمانية والخليجية، وأُعتبر مؤسس أول عرض ” مونودراما ” في سلطنة عمان ولي تجربتان على مستوى الخليج من كتابات المؤلف محمد بن سيف الرحبي في ال ” مونو دراما “.
حدثنا عن مشاركاتك البحثية في الأعمال الفنية؟
شاركت في العديد من الندوات المسرحية في جامعة اليرموك في الأردن، وقمت بتقديم محاضرات في ثقافة المسرح والدراما الإذاعية والتلفزيونية في العديد من الجامعات والكليات الإعلامية وشاركت في بعض المهرجانات المحلية والخليجية.
ماهي الأعمال الفنية التي أنجزتها وهل أنت راضي عنها؟
كتبت العشرات من النصوص الإذاعية والمعالجات الدرامية التلفزيونية، وشاركت في جلسات نقاشية وندوات للنقد الفني عبر لقاءات تلفزيونية وصحفية والتي كانت تُناقش بعد العروض والأعمال الفنية التي تُقدم في المسرح والتلفزيون، ايضا شاركت في المهرجانات المحلية والخليجية والأعمال الفنية في بعض الدول العربية منها مصر والأردن وسوريا.
أنت متابع للأعمال الفنية في سلطنة عُمان خاصة والوطن العربي عامة، أين الخللهل هو في النص أم الممثلين أم في التمويل أم ماذا ؟
هناك بعض العناصر المفقودة في الأعمال الفنية سواء كانت إذاعية أو تلفزيونية أو سينمائية ودائما توجد حلقة مفقودة تؤدي إلى بعض التشوهات في الأعمال الفنية، ولكن النصوص القوية هي التي تخلق وتصنع إبداعا ما بين عمل وآخر وكذلك الرؤية الإخراجية تختلف من مخرج لآخر، ولكن هناك ايضا بعض المشاكل التي تواجه الأعمال الفنية منها المادية وتوزيع الأعمال ما بين القنوات الفضائية التي تقوم بالتدخل في بعض الأعمال الفنية نتيجة للسياسات التي تتبعها.
قد نلت الكثير من العضويات في حياتك العملية، هل يمكن أن تذكر لنا بعضها؟
بحمدالله قد نلت بعض العضويات في العديد من الإتحادات المحلية والخليجية والعربية منها عضوية إتحاد المنتجين الخليجيين وعضوية الإتحاد العام للفنانين العرب، وأيضاً عملت مستشار فني لاكبر مهرجان في سلطنة عمان ” مهرجان لدن ” لمسرح الشارع والأطفال والكبار، وشاركت في لجان تحكيم للعديد من المهرجانات المسرحية والإذاعية والتلفزيونية، ونلت عضوية شرفية لبعض الفعاليات المسرحية في الوطن العربي ومجلس دول التعاون الخليجي.
لك أن تذكر لنا بعض الأنشطة الاجتماعية التي قمت بها في حياتك الفنية والعملية ؟
تدرجت في بعض المناصب طيلة حياتي العملية والفنية، فقد كنت مديراً لدائرة الإنتاج في إذاعة وتلفزيون سلطنة عمان، وعملت أمين سر الجمعية العمانية للمسرح ونائب رئيس جمعية السينما ورئيس قسم الدراما في الإذاعة والتلفزيون ورئيس لجنة تحكيم في العديد من مهرجانات المسرح.
ما هي مشاريعك المستقبلية وهل هناك تحديات تواجهها؟
لم تواجهني أي تحديات مستقبلية في العمل الفني لقد اكتسبت الكثير من الخبرات والتي يمكن لي أن أقوم بتدريسها في الجامعات حتى تستفيد منها الأجيال القادمة في مجال الاعمال الفنية والابداعية، ولكن في الوقت الحالي أُكرس جُهدي في التأليف والكتابة والتمثيل حفاظا على تاريخنا الفني وتطويره.
أخيرا ماذا تريد أن تقول ؟
الحمدلله على ما مضى وعلى ما يُقدم، نصيحتي للمبدعين بعدم التنازل عن قيمة التطوير في الأعمال الفنية والإبداعية، وأن لا يبخلوا على الأجيال القادمة بالخبرات والوقوف معهم واسنادهم في تطوير الفن في عُماننا الحبيبة والحفاظ على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا السمحة، وفي الختام لكم من كل الشكر والتقدير.