رأي

((همس الحروف) .. في رحيل أخي شرف الدين حاج عمر)

☘️🌹☘️

✍️ خالد الامين أحمد

و تمضي بنا سفينة الحياة في دروب المجهول إلى نهايات الرحلة التي و إن طالت فهي قصيرة و مليئة بالآهات والأحزان التي تنتاب كل أهل البسيطة ، لتحرمهم من تذوق طعم الفرح ، و كأن السعادة مع زحمة الدنيا غير منظورة ، إلا لمن تشبع قلبه بالإيمان ، لأن المؤمن يتحسب دوماً إلى حيثيات الخواتيم التي عندها تنقطع الأنفاس عند الموت و يوع الإنسان الحياة و يفارق الأحبة ، فبمجرد ظهور الموت تنقطع جميع أحلامنا السرمدية التي كانا نعيش على وهمها ، و قد يسعد بالموت الميت لانه ذاهب إلى الرحمن الرحيم و اكرم.الاكرمين ، و لكن تظل الآلام تعتصر قلوب المحبين عند لحظات الفراق الأولى ، لأنه يفرق الجماعات و يقطع أوصال الأسر ، و قطعاً سيغير لنا فكرتنا في تعريف الحياة التي ما زلنا نتشبث بها بالرغم من أنها (حقيقة) و لكن إيقاعها يظهرها لنا و كانها وهم فنعيش في تفاصيل مملة مع هذا الوهم حتى يدركنا الموت بغتةً ، فيترجل المفارق كالفارس عن صهوة جوادة مودعاّ الدنيا بما فيها و مستقبلاً الآخرة ونعيمها و لكن يبقى سرجه على ظهر جواده شاغراً ، و اسمه يكون حاضراً و تمضي معه أعماله و تظل أفعاله باقية بيننا ، قد تتساوى في لحظات الدفن الأولى القبور في أشكالها و لكنها تختلف في محتواها ، فتصعب عندها علينا لحظات الوداع حينما تتحرك سفينة الموت بمن إحببناهم و هي تتهاوى بين أمواج عاتية بلا شراع

في تلك لحظة من لحظات الزمان القاسية إلتفتنا إلى الخلف نبحث رجل البر و الإحسان أخي شرف الدين حاج عمر ذلك الرجل الذي نحسبه من الأخيار و الله حسيبه ، الرجل الذي تتقاطع عنده خطوط المروءة و الكرم الفياض و الشهامة ، فكان يهدينا ببره و يرشدنا بكرمه إلى أعمال الخيرات و نحن ما زلنا له مقلدين ، فوجدنا مكانه خالياً و لكن نور إسمة ما زال يشع و كأنه الشمس ترسل إلينا بريق أشعتها و ما زال نوره يضيئ إلينا الدروب التي توصلنا إلى المساكين الذين كان يحبهم ويحبوه ، فلقد كان لهم مظلة تقيهم الشرور والحرور و العوز ، لم ينطفىء نور قنديله حتى بعد أن فارقنا بهازم اللذات. فيا له من شعور مؤلم أن تتعلق قلوبنا به و نحن نوقن بأنه قد رحل عنا ، و لكن شاءت الأقدار بأن نفترق تلبية للقدر ، وبرغم الافتراق ما يزال عشقه يدغدغ قلوبنا ، ولا زال الألم بداخلنا يتكرر فمتى سيحين الوقت، لنجد أن هذا الألم قد تبعثر؟ ، فلقد ابتعدناعنه بالفراق و كأنه قد قام بسحب بساط السعادة معه من تحت أقدامنا ورحل

فيا أخي شرف نحن شهداء الله في أرضه فإنا نشهد لك بأنك قد كنت حريصاً على الموت أكثر من الحياة ، فظللت تنفق من مالك بدون حساب و تسعى في الخير بكدٍ و بدون عدٍ حتى وهب الله لك حياة كريمة كنت تتلذذ فيها بحب المساكين و بمصاحبة الأخيار الذين لم يكن لهم شاغل غير رضى الرحمن فكان في مقدمتهم أخواني سراج الدين محمود الطاهر و العميد بدر الدين حسن الحاج و رجل الاعمال حيدر ذين العابدين و آخرون يصعب عدهم في هذه المساحة التي تضيق عما يجيش في صدورنا عن سيد رجال مدينة القضارف الذين زرفوا خلفه الدموع سجيةً ، و لكن الموت أمر لا بدَّ منه ، تخطانا اليوم الى غيرنا وغداً يتخطى غيرنا إلينا ، و كما أنه لا يكون إلا مرةً واحدة ً، فإن جعلها الإنسان في سبيل الله فقد ربحَ الدنيا و ثوابَ الآخرة

اللهم قد حل عليك أخي شرف ضيفاً عزيزاً و انت اكرم الأكرمين وإني أسألك له الفردوس الأعلى بدون حساب او سابق عقاب وأن ترحمه و أن تحسن إليه وان تنزل من السماء غيثاً على قلوب أهله و جيرانه ونحن يكون ذلم لنا صبراً و سلوناً و ان تجعل البركة في ذريته إلى يوم الدين اللهم آمين

 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى