رأي

((همس الحروف) .. وحشية نمر و تنمر مساعديه في فض سوق الساحة)

☘️🌹☘️

✍️ الباقر عبد القيوم على

البربرية و الوحشية التي إتبعتها ولاية الخرطوم في تبادل للأدوار حسب التمثيل الدراماتيكي في تنفيذ أقذر مهمة بعد الثورة و التي توزعت أدوارها ما بين جهاز حماية التعدي على الأراضي الحكومية و على راس ذلك العميد وليد محي الدين ، و وزير التخطيط العمراني المكلف ، و كمبارس الشرطة الذين نفذوا هذه المهمة القذرة ، حيث كانوا ليس لهم أي دور في إبداء الرأي الإيجابي ، و النيابة التي يتلبس أفرادها شيطان السلطة في مثل هذه الحالات فيتفرعنون.بصورة أكبر من الصورة التى إدعى بها فرعون الربوبية حينما قال لقومه أنا ربكم الأعلى ، فقاموا جميعهم بسحق أحلام الشباب الذين قامت هذه الثورة على أكتافهم وكان ميدان المعركة في ساحة الحرية (الساحة الخضراء سابقاً ) وتم دفن جميع أحلامهم تحت ركام الأنقاض و عجلات الجرافات ، في سناريو عجيب وصف للناس فقر قلوب هؤلاء المجنزرات البشرية من أي قيمة إنسانية و قبح سلوكهم ، فكلهم سواء ،الذين قاموا بإتخاذ قراره أو تنفيذه أمره بهذه الوحشية التي لا يقرها عرف أو يسندها قانون كاشفاًّّ للناس خلو جوفهم من أي ذرة من ذرات الرحمة و الإنسانية و غياب صمائرهم ، فلم يراعوا الى حرمة هذا الشهر الفضيل ، و كأن كل جرائم السودان التي تتم ضد الإنسانية يتم تنفيذها في أواخر هذا الشهر المبارك ، فيا ترى هل هذا الأمر مقصوداً أم ان حدوث هذه الجرائم في هذه الأيام تحدث بمحض الصدفة حسب التراتبية القدرية ، فكل هذا المشهد الغابي الذي إهتزت له أركان العاصمة القومية تم تحت رعاية نمر والي ولاية الخرطوم و رئيس لجنة أمن الولاية .

حينما وصلت هذه القوة بمجنزراتها إلى الركن الجنوبي الشرقي من ساحة الحرية من أجل دك ذلك السوق الذي يعتبر عمره أكبر من عمر هذه الحكومة الإنتقالية نفسها ، فإتصل بي أحد الشباب من أصحاب المحال يطلب مني المساعدة .. و برغم من عدم تفرغي و قسوة ظروفي التي أمر بها في هذه الأيام لكني قد قمت بتلبية نداءه و ذهبت إليهم ، وعند وصولي توجهت إلى قائد قوة الشرطة بالميدان وكان يحمل رتبة رائد و تحدثت معه فإعتذر و قال لي بكل أسف أنا عبد المأمور ، و لكنه طلب مني التحدث مع موظفي جهاز حماية الأراضي الحكومية ، و بالرغم من أنه ليس هنالك أي تعدي على أي أرض حكومية في ذلك المكان ، فقالوا لي نحن عبيد المأمور ، فعندها هرولت إلى وكيل النيابة المرافق لهذه القوة ، و إستبشرت به خيراً حينما وجدته شاباً و ترجيته أن يوقف التنفيذ حتى يشرح له الشباب أصحاب المحال ظروف و ملابسات هذا الموضوع و الذين هم من نفس فئتة العمرية ، ولكنه لم يعرنى أدنى إهتمام و بدأت أشرح له ظروف هؤلاء الشباب البسطاء و لكنه مارس معي أقذر أنواع العنجهية لانه لم يكن ينتمي إلى الإنسانية بأي حال من الأحوال حتى يعرف قيمة هذه المعاني السامية و يسمع ما أقول له فقط دون أن ينفذ ، و لكنه قد تعلل بأن ليس لديه فارغ وقت لأن أعماله الوظيفية كثيرة و لهذا كان يريد إغتيال أحلام هؤلاء البسطاء سريعاً حتى يفرغ ، وقال لى بكل خيلاء (سوف أمنحكم ساعة واحدة فقط لتفريغ السوق) فتذكرت حينها فرعنة فرعون ، و أخبرته ان الساعة لن تكفي و ترجيته كثيراّ كي ينتصر لقضية هؤلاء الشباب بإيقاف هذا الجور وهذه المجزرة التي وقعت عليهم بدون ذنب .. فأجابني بكلمات تشرح عظم خيلائه وفقر عطائه و قال لي : انا عبد المأمور و طلب مني أن أحضر إليه مكتوباً رسمياً من جهاز حماية الأراضي الحكومية حتى يستطيع بعدها وقف التنفيذ ، وكما لن سينتظرنا حتى نرجع له بما طلب مني ، فبدأت إتصالات مكثفة بداية كانت بالعميد وليد محي الدين و الذي لا يمتلك في صدره أي مساحة لتناول هذا الموضوع فإعتذر بأن لديه إجتماع ، فيا ترى ما هو الشيئ الذي كان أهم من حقوق وأحلام هؤلاء الشباب ليجتمع من أجله و يتغافل عن مصير هؤلاء الأبرباء، فطلبت منه أن يعطي اوامر بسحب للقوة حتى يتمكن الشباب من توفيق أوضاعهم خلال 24 ساعة حتى يتم تخفيف الخسائر المادية لهم و الإحتفاظ بحديد جملونهم سالماً و لكنه رفض بحجة انه عبد المأمور ، وحاولت بعدها التواصل مع وزير التخطيط العمراني الذي رفض التحدث معي تماماً ، و كذلك حاولت التواصل بنمر ، حيث كان مبرمجاً هاتفه لعدم إستقبال أي مكالمة ، و حينها قال لي أحدهم في الميدان بعد هذا انت عملت العليك (فخلي الشباب يأكلوا نارهم) ، و على هذا اللفظ قام وكيل النيابة بإعطاء أوامره للجرافة في مواصلة مهمتها القذرة حيث صارت تدك ثروات الشباب تحت عجلاتها و كان سائقها يتلذذ بهوايتة المفضلة. وهي التدمير ، و حينما بدأت الجرافة في إستئناف عملها حاولت إحدى الشابات اليانعات من أصحاب المحلات التي بدأت بالوقوف امام آلة الهدم كي تستوقفهم و لكن سائقها لم يتوقف من التقدم نحوها مما إضطرها لفقدان صوابها و قامت بخلع جميع ثيابها لتقف عارية كما خلقها الله تعالى من أجل إستفزاز أفراد هذه القوة ، و حيث طلب منها الحضور أن ترتدي ثيابها لتستر نفسها فقالت لهم بصوت مشروخ : أن ما يستر عورتي ليست بملابسي و أنما محلي بالسوق الذي كنت أترزق منه حلالاً طيبا و ليس لدينا باب رزق غيره ، فأردفت لهم قائلة من هذا المحل فإني كنت أصرف على أسرتي وأخواني و أرعى أمي المريضة و كانت تبكي و قد بكى معها كل الحضور من عوام المواطنين وزائي السوق و ما زالت تكرر وتصرخ أتركوا لي محلي هذا الذى جعلني أن أحيا حياة كريمة و حرة ، و مرفوعة الرأس ، تخيلوا لقد تمنيت ألا أعيش في هذه الدنيا بعد هذه اللحظات أبداً .

ما حدث لهؤلاء الشباب أمر عظيم و ليس بالبسيط كما يظن البعض ممن قاموا بتنفيذ هذه المجزرة ، و لقد كانوا في اتم سعادتهم و هم ينفذون هذا الأمر الذي سيحول مجرى حياة الكثيرين من الشباب تماماً و إلى الأبد و كما سيغير مفهموهم للإنتماء و حقوق المواطنة ، فإنهم لم يغترفوا ذنباً و كما لم يتعدوا على أحد ، إنهم فتية أفاضل و يحملون هموم هذا الشعب و لهذا قاموا بإنشاء هذا السوق المخفض من أجل أن يساهموا و يدفعوا ضريبتهم الوطنية في ما يخصهم من واجب تجاه هذا الوطن بتسهيل السلع المخفضة للمواطنين .

قبل فترة أخطرتهم إدارة الساحة بترك هذا المكان و لكنها أمهلتهم فترة إلى ما بعد العيد حتي يقومون بتوفيق أوضاعهم و لقد صدرت لهم هذه المهلة من مجلس السيادة عبر أمين مجلسها سعادة الفريق محمد الغالي لتبعية هذه الساحة لرئاسة الجمهورية قبل ان تتدخل ولاية الخرطوم في ذلك ، إلا أن هنالك بعض المتنفذين يحبون إحراج المؤسسة السيادية و لا يحترمون مثل هذه القرارات السيادية وأخص بذلك الأشخاص الذين كانوا معنيين بهذا الأمر و على رأسهم أيمن خالد نمر والي ولاية الخرطوم و رئيس لجنة أمن الولاية و الذي من المفترض أن يحترم مثل هذا القرار الذي أصدره أمين عام مجلس السيادة الفريق الغالي ، و كما كان من الواجب أن يساهم في الحفاظ على ممتلكات شعب ولايته و يسهم في نهضة شبابها و يحاول مساعدتهم و لا يسعى في تكبيدهم هذه الخسائر المليارية التي سوف تزج بأكثرهم الى السجون ، لانهم حينما حصلوا على تلك المهلة إقترضوا أموالاً و تحصلوا بها على بضاعة من أجل ان يلحقوا بها هذا الموسم الرمضاني ، ولكنه وبكل أسف قد قام بدكها لهم بواسطة وحوشه البشرية تحت ركام أنقاض ما هدته مجنزراتهم و هم يتضاحكون فرحاً لهذا الإنتصار الذي هزم شباب وطننا الأشاوس ، و لقد كان هذا الموقف يتطلب الحكمة و خصوصاً أنني من ضمن الذين أخطروا العميد وليد محي الدين و من كان يمثله بقرار المجلس السيادي الذي منح هؤلاء الشباب مهلة إلى ما بعد العيد ، إلا أنهم كانوا على عجلة من أمرهم لإحراج سيادة الدولة بهذا الفعل المشين الذي يستحي الأطفال من فعله ، و أقول لسعادة نمر مثل هذا الذي حدث هو شبيه بفض إعتصام القيادة و لا فرق بينهما ،و انت كنت من أكبر المستنكرين لفض إعتصام القيادة و خصوصاّ في الشهر الفضيل ، فحينما حدث فض إعتصام القيادة فإن الوالي في ذلك الوقت كان وطنياً خالصاّ وهو مرتضى وراق الذي إنحاز مع الشعب بتقديم إستقالته ، فأني أجد نفسي مستغرباً لسلوكك الذي انتهجته انت و وزائك ومن عاونهم من شرطة و نيابة و ادواتك التنفيذية في إفتعال هذه الجريمة النكراء التي إهتزت لها قلوب كثير من الامهات حينما رأين أحلام أبنائهن تداس تحت أحذيتكم و عجلات مجنزراتكم ، فإن كنت تعلم بذلك فهذه مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أكبر .

رسالة أخيرة

عليك أن تتقدم بالإعتذار الشديد للشعب السوداني قبل أن تدفع التعويض المجزي لهؤلاء الشباب .. وعليك أن تحذو بحذو نظيرك الوطني سعادة الفريق رراق وان تترك هذا المقعد وفوراّ لمن يستحقه ويكون ضامناّ لمكتسبات هذا الشعب و ليس هادماً لأحلام شبابه الذين يعيشون على رزق اليوم باليوم .

زر الذهاب إلى الأعلى