شــــــــوكــة حـــــــــوت .. قنصلية مصر بالخرطوم
ياسرمحمدمحمود البشر
شد إنتباهى منظر آلالاف الشباب السودانيين وهم يتكدسون أمام القنصلية المصرية بالخرطوم بغرض الحصول على تأشيرة دخول لجمهورية مصر العربية منهم من يبتغى العلاج ومنهم من حاصرته المعاناة والمسغبة وقرر أن يهبط مصرا عسى ولعل أن يستمتع بفومها وعدسها وبصلها ويجد فيها ما عجزت الدولة السودانية ما توفره له من معاش وعلاج وغير ذلك لذلك أصبح معظم الشباب يقصدون مصرا هروبا من واقع السودان المعقد مع إنسداد أفق الرؤية لإيجاد حلول إقتصادية فى المستقبل المنظور القريب.
قضيت أكثر من ساعتين من عمر الزمان يوم أمس أمام القنصلية المصرية بشارع الجمهورية بالخرطوم وإلتقيت بعدد من الشباب الراغبين بالسفر إلى مصر كما إلتقيت بعدد من السماسرة الذين يقومون بتقديم تسهيلات التأشيرة بمقابل مالى وحتى لا نذهب بعيدا فإن القنصلية المصرية تقوم بتأشير أربعمائة جواز فى اليوم الواحد مجانا ومن دون رسوم إلا أن أعداد طالبى التأشيرة فتحت الباب أمام عملية إتباع طرق ملتوية للحصول على التأشيرة تبدأ من السماسرة وتنتهى بموظفى القنصلية المصرية بالخرطوم مع العلم أن القنصلية قامت بتسجيل عدد أربعة ألف طالب تأشيرة وأعلنت عن التسجيل للتأشيرة إلا بعد عطلة العيد.
إلتقيت أحد السماسرة الذين يعملون خارج القنصلية وهو سودانى الجنسية وسألته بصورة مباشرة كم يبلع سعر التأشيرة إلى مصر فقال لى أتريد التأشيرة فى نفس اليوم أم تريدها بعد ثلاثة أيام فقلت له قدم لى سعر العرضين فقال لى تأشيرة فى نفس اليوم بمبلغ ٤٥ ألف جنيه وتأشيرة بعد ثلاثة أيام بمبلغ ٣٥ ألف جنيه مع أن القنصلية المصرية تعلق لوحة إعلانية بصورة واضحة أن التأشيرة إلى مصر مجانية ولا رسوم عليها لكن هناك بعض الموظفين بالقنصلية المصرية يتعاملون مع السماسرة الذين يتواجدون حول القنصلية مقابل مبالغ مالية تفوق الثلاثون ألف جنيه على التأشيرة المستعجلة وخمسة وعشرون ألف جنيه للتأشيرة العادية فى صورة واضحة وفاضحة لإستغلال ظروف هؤلاء الشباب الذين إضطرتهم الظروف للسفر إلى مصر.
السفير المصرى بالخرطوم هناك إتفاقية موقعة بين مصر والسودان تسمى بإتفاقية الحريات الأربع من ضمنها حرية التنقل والسفر بين الدولتين وعملية التأشيرة إجراء إدارى لابد منه لكن تماهى بعض موظفيكم بالقنصلية يفتح شهية السماسرة السودانيون فى أخذ مبالغ مالية مقابل إكمال إجراءات التأشيرة حسب السعر ومن المؤكد أن وراء كل سمسارى يقف خارج القنصلية موظف داخل قنصليتكم يقبض منه المبلغ المعلوم والمحدد ويقوم بإكمال إجراءات التأشيرة ويمكن القول أن أى سمسارى يمثل واجهة لأحد الموظفين المصريين داخل القنصلية.
نــــــــــص شــــــــوكــة
يبقى السفر إلى مصر ضرورة عند غالبية الشباب وفرض عين أملته الضرورة وحتمته الظروف التى يعيشها السودان وعند قلة قليلة منهم ترف لكن عند السماسرة يتساوى المترف والمضطر ويكون دفع المبلغ المتفق عليه هو سيد الموقف.
ربــــــــع شــــــــوكــة
(هذا غيض من فيض).
yassir.mahmoud71@gmail.com