رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت .. جُـرح الكيـزان المِنـُوسِـر


ياسرمحمدمحمود البشر

يأتى رمضان هذا العام وللعام الثانى على التوالى والقصر الجمهورى خالى من ثلاث (الذباب والباعوض والكيزان) الذين حل محلهم القحاتة من دون فكر أو برنامج أو هدف ولا تزال ذكرى الرابع منه تمثل جرح الكيزان المنوسر

ويمكن القول أن الإثنين الرابع من رمضان ١٤٢٠ الموافق ١٢ / ١٢ / ١٩٩٩م هو تاريخ مفصلى فى عمر الحركة الإسلامية السودانية هو ذلكم اليوم الذى بلغ فيه السيل الذبى بين الكيزان وطفح بهم الكيل وضاقت بهم مواعين الحركة الإسلامية واتفقوا على ألا يتفقوا أبدا ووقعت المفاصلة الشهيرة التى قسمت الحركة الإسلامية الى تيارات ثلاث قصر ومنشية ومن رحم المنشية خرجت حركة العدل والمساواة التى أسسها دكتور خليل إبراهيم رئيس إتحاد طلاب جامعة الجزيرة ووزير المالية بولاية النيل الأزرق ووزير التربية بشمال دارفور ويمكن القول انه عندما كان وزيرا للتربية بشمال دار فور قام بتعيين محمد عثمان يوسف كبر الوالى الأسبق ونائب الرئيس الأسبق معلما بمدرسة الطويشة الثانوية ولا ينكر احد أن دكتور خليل هو أحد كوادر الحركة الإسلامية وفى ذلك التاريخ شهدت ضاحية بانت غرل بمدينة أم درمان تأليف الكتاب الأسود الذى يتحدث عن إختلال ميزان السلطة والثروة فى السودان.

اليوم تمر إثنان وعشرون (سنة) على مفاصلة الإسلاميين إثنان وعشرون عام من الصراع والخلاف إثنان وعشرون سنة شاهدة على فشل تجربة الإسلاميين فى حكم السودان إثنان وعشرون سنة منذ ان إنهارت أركان المشروع الحضارى وماتت الفكرة وتم نسيان العهد المقطوع مع الشهداء الذين قدموا ارواحهم من اجل حماية مصالح أشخاص وليست من أجل حماية مشروع وفكرة ومنهج.

إثنان وعشرون عام منذ ان توكل الرئيس الأسبق عمر البشير على الله وعطل الدستور وأعلن الطوارئ وحل المجلس الوطنى وأدخل الترابى السجن وفشلت كل محاولات رتق النسيج بين الإسلاميين وفشل وفد القرضاوى فى إقناع الإسلاميين المختلفين فيما بينهم وفشل وفد الزندانى وباءت كل المحاولات فى الصلح والإصلاح فانتصر العسكر داخل الحركة الإسلامية ومعهم معظم قيادات الشمال الجغرافى على الجناح المدنى برئاسة الترابى ومعظم قيادات دارفور.

إثنان وعشرون عام من الفجيعة والفشل إثنان وعشرون سنة إستطاعت ان تحول السودان الى أسؤا نموذج لدولة غنية بكل الموارد الى أفقر دولة فى العالم فصحة منهج الحركة الإسلامية هزمه سؤ السلوك الممارس على إدارة موارد البلاد فأصبح واقعهم لا يتعدى كونه وليد شرعى وشاهد عصر على فشل الإسلاميين فى السودان فى إدارة دولة فاشلة أنتجت وأنجبت دولة أخرى فاشلة.

ستظل تجربة حكم الإسلاميين محل تقويم وتقييم لأن التاريخ ليس ملكا للحركة الإسلامية وستظل فترة حكم الإسلاميين نقطة سوداء فى تاريخ السودان الحديث وتبقى ممارساتهم الخاطئة شاهدة على ما إغترفوه فى حق الوطن وإهانة للوطنية ويمكن القول ان كل شعارات الحركة الإسلامية قد فشلت بدرجة إمتياز من لدن وحدة السودان وحتى ظاهرة الصفوف التى تشهدها البلاد اليوم.

نــــــــــص شــــــــوكــة

بعد إثنين وعشرين عاماً من عمر المفاصلة اصبح الإسلاميين خارج المشهد السياسى بأمر الشعب وأصبحوا يلعنون بعضهم بعضا وينسبون الفشل الى بعضهم البعض فإلى جانب القصر والمنشية والعدل والمساواة فقد ظهر إسلاميى غازى صلاح الدين وإسلاميى مكى بلايل وامين بنانى وإسلاميى حسن مكى والجميعابى ومجموعات اخرى ستعلن عن نفسها وسيلعن بعضهم بعضا حتى يقضى الله امرنا كان مفعولا.

ربــــــــع شــــــــوكــة

ذهبت الحركة الإسلامية عن حكم السودان وظل الإسلام وسيظل باق إلى يوم الدين.

Yassir.mahmoud71@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى