رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت (بِتـْنـَا ذاتــها بايــظـة)


ياسرمحمدمحمود البشر

تحكى الطرفة أن هناك شاب قرر الزواج وطلب من أهله أن يخطبوا له إحدى الفتيات وبعد إكتمال مراسم الخطوبة ألغى الشاب خطوبته وبعد فترة من عمر الزمان طلب منهم أن يخطبوا له للمرة الثانية وبالفعل خطبوا له فتاة ثانية وقام بفسخ الخطوبة للمرة الثانية وفى المرة الثالثة عقدوا له القران على فتاة ثالثة وقام بتطليقها قبل الدخول بها وفى المرة الرابعة طلب من أهله أن يتقدموا لخطبة فتاة رابعة لكن أهله رفضوا رفضاً قاطعاً فى الذهاب معه هذه المرة بحجة أن إبنهم غير مؤهل أن يكون زوجاً لأى فتاة ولم تجد محاولات إبنهم سبيلاً لإقناعهم بالذهاب معه لزيارة أهل فتاة أحلامه التى وافق أهلها على الزواج منها.

وبعدها وافق خاله أن يذهب معه لإكمال مراسم خطوبته الجديدة شريطة أنه سيخبر أهل هذه الفتاة بتاريخ إبنهم غير المشرف وأنه غير مسؤول وبمجرد وصول الإبن وخاله قال الخال لأهل الفتاة هذا إبن أختى رفض أهله الحضور معه لأنه غير مسؤول وسبق له أن قام بخطوبة فتاتين وأنهى مشوار الخطوبة قبل إكمال مراسم الزواج وقام بطلاق من تم عقد قرانها عليه وأختتم حديثه قائلا (ود أختى دا زول بايظ عديل كدا) ويطلب الزواج من كريمتكم فما كان من والد الفتاة إلا أن حدق ملياً فى وجه خال الشاب وقال له (يا زول بتنا دى ذاتها بايظة مبروكة على ولدكم).

فالإعترافات الكبيرة قد تأتى بنتائج لها تأثير مباشر فى حل كثير من القضايا وبما أن هذه الأيام تصادف مرور الذكرى الثانية ليوم السادس من أبريل اليوم الذى إجتاحت فيه جموع الشعب السودانى ساحة ميدان الإعتصام بالقيادة العامة الأمر الذى عجل برحيل نظام الرئيس الأسبق عمر حسن أحمد البشير وبعد مرور (سنتان) من عمر الزمان من الإطاحة بنظام عمر البشير هناك جملة من المشاهد المعقدة التى عرضت على مسرح الأحداث وذاق مرارة علقمها الشعب السودانى الأسمر الصابر المصابر الصامد وتحولت حياة معظم قطاعات الشعب إلى جحيم لا يطاق وتراجعت إلى أن وصل الناس قمة المعاناة والمسغبة وتحول المواطن السودانى إلى مصدر دخل الحكومة الوحيدة وتحول المواطن إلى بقرة الحكومة الحلوب التى تعتمد عليها فى تسيير دفة الإمَور بالبلاد.

المطلوب الآن من قادة قوى الحرية والتغيير والأحزاب المكونة للحكومة أن يعترفوا كما إعترف خال الشاب الذى يريد بكل تجرد وصدق وأن يقولوا للشعب السودانى (والله حكومتنا دى بايظة عديل كدا) فشلت فى توفير العيش الكريم للشعب السودانى وزادت من معاناة المواطن وفشلت فى الحفاظ على وضع الحياة العامة كما فى فترة نظام الرئيس الأسبق وفشلت حتى فى إكمال هياكل السلطة المنصوص عليها بالوثيقة الدستورية التى حلت محل الدستور وعطلته وأصبح حال السودان وشعبه لا يسر صديق ولا عدو ورغما عن ذلك نجد بعض المكابرين يظنون أن الحكومة الإنتقالية ستعبر وستننتصر بالأمنيات والأحلام من دون أن تكون هناك خطط وبرامج وأهداف واضحة من شأنها النهوض بهذا النظام وفق مؤشرات واضحة وفترة زمنية محددة وأصبح حال الحكومة مثل من لم يتزوج أصلا ويسأل الله أن يهبه الإبن الصالح.

نــــــــــص شــــــــوكة

يجب أن تكون هناك وقفة ومراجعة لتتم من خلالها عملية جرد حساب ومراجعة قبل أن يقول الشعب السودانى (الحكومة الإنتقالية دى ذاتها بايظة) ويجب الحفاظ على روح الثورة ويجب أن تعمل الحكومة الإنتقالية بوضع الحصان أمام العربة وليس العكس فالشعب السودانى محبط جدا من أداء الحكومة الإنتقالية الحالى.

ربــــــــع شــــــــوكــة

من ظن أن الحكومة الإنتقالية بوضعها الحالى ستكون طوق نجاة للشعب السودانى فإنه واهم واهم.

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى