((همس الحروف) .. اضربوا الفاعل بيد من حديد)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم على
نجد أن كثيراً من الناس قد تعرضوا إلى حوادث نتيجت من أفعال ضارة قام بها بعض الناس في غير حواكيرهم الخاصة و ذلك على الطرقات العامة و نتج عن تلك الأفعال أضرار بالغة أدت إلى وفاة بعضهم وتعرض البعض الآخر إلى إصابات متفاوتة في درجاتها ، فما هي نظرة القانون إلى هؤلاء الذين يتسببون في هذه الأضرار وهل يتساوى معهم الذين يقومون بنفس هذه الأفعال في حواكيرهم غير المفتوحة للجميع ، فإذا أجاز الشرع لهم ما يقومون به من أفعال و نشأ عن هذا الأفعال ضرر ما (مثل أحدهم حفرة حفرة في بيته و وقع فيها احد الناس) فهل يكون ضامناً لتعويض هذا الضرر الذي نشأ عن هذا الفعل وهل تصرف المرء في ملكة مقيد بشروط السلامة أم لا ؟ .
نجد في معظم الطرقات العامة بعض شركات الإنشاءات التي تقوم ببعض أعمال البناء أو الصيانة و لا تراعي فيها شروط السلامة العامة للمارة مما يتسبب ذلك في أخطار متفاوتة قد تنتج منها حوادث مميتة و على سبيل المثال وليس الحصر نجد أن هيئة مياة المدن في العاصمة الخرطوم يقومون بأعمال حفريات من أجل التوصيلات الجديدة أو صيانة الخطوط القديمة و هذه الحفريات تترك هكذا على الآهمال مكشوفة بدون أدنى مرعاة لخطورة هذه الأعمال التي يمكن أن ينجم منها أضرار بالغة على حياة الكثيرين .
في الركن الجنوبي الغربي لميدان سباق الخيل عند تقاطع إمتداد شارع السوق الشعبي مع شارع ساريا قامت أحدى الشركات المتعاقدة من إحدى هيئات أو وزارات ولاية الخرطوم بحفر حفرة عميقة جداً من أجل تمرير خرطوم مياة و هذه الحفرة لم يتم دفنها بعد الفراغ من أعمال التوصيلات ، وعلماً أن كمية التراب التي تم إخرجها من هذه الحفرة و التي تقدر بأكثر من 70 متر مكعب تم تركها على الشارع الإسفلتي مما خلقت في هذا التقاطع خنقة مرورية حادة تسببت في عدد كبير من الحوادث المرورية المميتة ، ولهذا يجوز لنا أن نسمي هذا التقاطع (بحفرة الموت) لأنها تسببت في تدهور عدد من السيارات و هذا خلاف عدد لا يستهان به من حوادث الإصطدام بصورة أصبحت شبه يومية بسبب هذه الحفرة لمدة قاربت من العام أو تزيد .
فمن هو المسؤول المباشر عن هذه الكوارث التي تسببت فيها هذه الحفرة اللعينة ومخلفاتها الترابية والتي مازالت تشكل مصدر قلق و كل أصحاب الشأن يقفون متفرجين وكأن الأمر لا يعنيهم ومن هو الضامن الذي يجب عليه جبر هذا الضرر الذي لحق بكل من تضرروا منها ، هل هي الشركة المنفذة لهذا المشروع ؟ ، أم هي ولاية الخرطوم بإعتبار أنها هي الجهة المنطوط بها الرقابة ؟ أم هي وزارة البني التحتية التي تقع تحت مسؤوليتها تنفيذ كل المشاريع ؟ ، أم هي هيئة المياة بإعتبار أن هذا المشروع يخصها دون غيرها ؟ أم يعتبر كل من ذكروا شركاء و متضامنين في ما حدث ، و لهذا يجب حسم مثل هذه الظواهر الكارثية و كما يجب على أصحاب الحقوق الخاصة الذين لحقت بهم أضرار في هذا المكان المطالبة بحقوقهم كاملة غير منقوصة بحيث لا سبب المطالبة فقط التعويض وجبر الضرر و أنما من باب الردع لمثل هذه الظواهر السالبة التي تطول مدتها بسبب الإهمال واللا مبالاة من الذين تقع على عاتقهم المسؤولية ، و لهذا يجب على المتضررين ان يقوموا بتحريك دعاوى في هذا الصدد ضد فاعل هذه (الجريمة) و كما يجب أيضاً التعامل مع المتسببين في مثل هذه الأمور بعدم رأفة و خصوصاً مع التي تطورت بالإهمال المتعمد الذي يتج عنه أضرار بالغة و عليه يجب تفعيل دور القانون بفرض عقوبات و إجراءات صارمة في حق هؤلاء المخالفين الذين نشأت من أفعالهم أضرار كثيرة في حق هذا الشعب ، مما عرض أرواحهم و ممتلكاتهم و أموالهم للهدر و الضياع ، كم هائل من الحوادث نتج من هذه الحفرة تحدياً و من كثير من مثيلاتها على إمتداد مساحة السودان الجغرافية و خصوصاً التي يكون فاعلها معلوماً ، و هنالك كثير من التجاوزات التي تتم بوضع المعيقات و المطبات بدون إذن من الجهات الرسمية و بدون وضع لوحات إرشادية مما يدلل على عدم إحترام واضعيها لقدسية مستخدمي الطريق الذي يؤدي إلى الإخلال بأمان الطريق .