رأي

((همس الحروف) .. سلوا الموؤدة بأي ذنب قتلت)

☘️🌹☘️

✍️ الباقر عبد القيوم على

الحلقة الثالثة

لن تمر على المغتربين أياماً أشد قسوة من هذه الأيام أو أحلك منها سوداً من شدة الظلم الذي وقع عليهم في هذه النازلة التي أدخلتهم في ضغط نفسي عظيم تسبب فيه لامبالاة رهط من أفراد هذا الشعب يسمون باللجنة القومية العليا للتعليم العالي و البحث العلمي الذين خالفوا العالم أجمع برأيهم الذي لم يستند إلى خقيقة علمية واحدة و الذي بنى على عصبية ضيقة و جهل متعمد ، حيث تم وضعهم في كماشة يصعب الفكاك منها في صورة شكلت أصعب إختبارات الحياة لهم في قسوتها ، لأنها لامست فيهم العصب الحي بهذه التجربة القاسية التي قامت بها وزارة التعليم العالي حيث كان مزرعتها التجريبة هي فلذات أكبادهم ، و ما أشد قسوة الإمتحان حينما يكون الإبتلاء في الأبناء ، فلن ينجح في العبور من مثل هذه الإبتلاءات إلا ذو حظ عظيم أو نبي كنبي الله إبراهيم عليه السلام الذي كان إختبار الله له في إيمانه بزبح إبنه إسماعيل عليه السلام ، أو عند العلماء الذين غامروا بأبنائهم من أجل إنقاذ الملايين كحالة العالم الفرنسي لويس باستير الذي سخر منه أصدقائه حينما قضي نحب فلذات كبده الثلاث فكان يقول لهم «أجهل يا أصحابي كل ما يتعلق بجرأتي في أبنائي تمام الجهل، ولكن أعلم ما يتعلق بواجبي كل العلم» .

لقد بدأت تذبل ثمرة حصاد أعمار المغتربين بسبب قرارات تلك اللجنة التي إدعت القومية ولم تلتزم بها و لم تنصفهم بالحق مما أشعر كل المغتربين الذين ثأثروا بهذا القرار الجائر بضياع سنينهم التي أحرقوها من أجل بلوغهم إلى هذا المستوى من حياتهم الأسرية حينما تقدمت بهم سنين العمر و لم يأتى حصادهم إلا بصفر خاوياً ، و لن يستطيع الصمود أمام هذه المحنة و هذا الإبتلاء العظيم إلا القليل من الذين يتحلون بضبط عالي جداً للنفس و لهذا وجب عليهم مراجعة وطنيتهم للتأكد منها بتحسس أرقامهم الوطنية بغرض التأكد من حقيقة إنتمائهم إلى هذا الوطن الذي أصبح يحرق أحلامهم دون الإلتفات إليهم .

هذه القصة التي شغلت جميع أصحاب الضمائر في السودان و العالم أجمع إلا أن الجهة الوحيدة و هي المعنية بهذه القضية و بجميع قضايا المغتربين في ثبات عميق ، و ما هو معلوم بالضرورة أن المواقع الالكترونية و الحداثة الرقمية ساعدت الناس و إستطاعت ان تربط العالم ببعضه ، و لكن وبكل أسف فإن الموقع الرسمي لجهاز شؤون المغتربين قد أغفل النظر أو تغافل متعمداً عن هذه النازلة التي حلت بالمغتربين وأبنائهم الدارسين في المدارس الأجنبية .

مثل هذه القضية و بتفاصيلها المحزنة و التي سوف أملككم غرائبها وما صنعته معهم اللوائح الفاسدة التي ما زالت تسير عليها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي من خلال القرارات الجائرة التي أصدرتها لجنتها العليا التي لم تتصف بالقومية و لا بالحياد ، فكان من باب أولى أن تكون هذه القضية و بالذات في هذه الجزئية الحرجة التي أسقطت الإعتراف بشهادتهم مما أضاع عليهم حاضرهم و مستقبلهم ، فكان يجب أن يكون من ضمن الأجندات المهمة التي كان من الواجب على الثورة ان تضعها على قمة أولوياتها و خصوصاً كان من المفترض أن تكون من أولويات جهاز شؤون المغتربين .

فرسالتي ليست للأمين العام لجهاز شؤون المغتربين و انما إلى سائق سيارتة ، طالباً منه أن يقوم بوقف صاحب الجلالة سعادة السيد مكين حامد تيراب الأمين العام لهذا الجهاز المسمى بجهاز تنظيم شؤون العاملين بالخاج ، عند المدخل حتى يتمكن سعادته من قراءة و فهم محتوى لافتة الموسسة التي يرأسها ، ليعرف أن وظيفته الأساسية التي أجلسته على هذا الكرسي الفخيم ما هي إلا خدمة قضايا هذه الشريحة التي تم بها تسمية هذا الجهاز و خصوصاً المصيرية منها كهذه ، وكما يجب عليه أن يعلم تمام العلم أن ليس هنالك أي نازلة سوف تمر على المغتربين أكبر من هذه التي يمكن أن نسميها ام النوازل ، و لهذا أود أن أذكره بأن أصحاب هذه الكارثة هم الممولين الأساسين لخزينة الدولة .. فهل من معتبر ؟!! .

في الحلقة القادمة سوف أقوم بشرح مستفيض للرأي العام يظهر حجم الظلم الذي أصاب هذه الشريحة من الشعب .. فتابعونا .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى