((همس الحروف) .. وإنطفأ قنديل من قناديل الخير في إمارات الخير)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم علي
ليحزننا رحيل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي كان رمز من رموز السقاة و العطاء و الإنسانية التي لا تعرف الحدود الضيقة والأعراق ، و هو من الذين سخروا أنفسهم لتلك المهمة التي لا يقدر عليها إلا من فتح الله عليه باب رحمة في قلبه ، فلقد كان دلواً من دلاء العطاء الممتد و يداً من أيادي الرحمة و قلباً من القلوب المنكسرة للإنسانية ليس في تلك المساحة الجغرافية الضيقة التي تحدها حدود معلومة الأطراف في مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب و أنما كان ذلك على إمتداد العالم أجمع ، فقد إفتقد العالم الإسلامي و العربي أباً حاني روحه قد تشبعت بالإنسانية الخاصة في الله و لله و كثير من معاني العطاء التي لا يعرفها إلا من كتبه الله في زمرة المنفقين ، و كيف لا يكون هذا و هو منتوى قومه و سيداً تربى في كنف أب كانت هوايته الإنفاق و سد حاجة المحتاجين ، فهو كان جند من جنود الله سريع الخطى في رعاية و غوث الأرامل و المساكين ونجدة المستنجدين
فبرحيله انطفأ عنا قنديل من قناديل الخير كان متوهجاً بالعطاء و شمعة مضيئة من شموع البر المتقدة بأنوار الرحمة ، إنه (الفقد) و إنه (الموت) الذي قد يأتي على غفلة و نحن قد تشغلنا عنه مشاغل الدنيا و دائماً يفاجئ الناس و العدة إليه لم تكتمل مهما كان إستعدادنا لذلك ، و لكن ما يطمئننا أن رحمة الله قد سبقت عذابه حيث قال في محكم تنزيله : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) صدق الله العظيم ، حيث أن مقصدنا في هذه المسيرة بعد نهاية الحياة إلى رحاب أرحم الراحمين و اكرم الأكرمين الذي وعد عباده بجنات عرضها السماوات و الأرض ، وهكذا دائماً هو حال الدنيا ، لأن الموت حق ، وكلنا سوف نشرب من كأسه ، فاليوم يتخطانا إلى غيرنا و غداً يتخطى غيرنا إلينا و نحن في مسيرة هذه الحياة المليئة بالأحداث والمفاجآت التي قد تضحكنا مرة و تبكينا مرات وخصوصاً عندما تكتمل الآجال ، و ها هو اليوم يتقدم صفوفنا مترجلاً عن هذه الفانية فارس من فرسان دبي و قائد من قادة الإمارت ورجل من رجالات البر و الأحسان ، و بخطوات الرجال الثابتة بحسن ظنهم في الله بما قدمه من أعمال جليلة ، أسأل الله أن يبض بها صحائفه و هي ما زالت تقف شواهدها في هذه الدنيا شامخةً بشموخ هذا الرجل المعطاء الذي رحل عن هذه الفانية إمتثالاً لأمر الله الذي كتبه على كل حي إلا وجهه الكريم ، فلقد ذهب شيخ حمدان تاركاً خلفه سجلاً حافلاً بالخير و حب المساكين حيث كان ينثر الخير بما جاد به ربه عليه من مال (هكذا و هكذا) إبتقاءاً لوجهه الكريم ، و كيف لا يكون ذلك و هو أباً روحياً لكل من وطئت قدماه أرض إمارات الخير ، و بفقده فقد أظلمت الدنيا أمام كل الذين كان سنداً لهم حينما وضعوا رحالهم على جدر قلبه الذي مان متشبعاّ بالحن والحنين للأيتام و الأرامل و المساكين حول العالم ، و بغيابه فقد غاب عن الفانية رفيق درب كان خليلاً و قدوة لإخوته من حكام و شعب الإمارات و جميع من أحبه على إمتداد العالم ،،، إنه الموت يا إخوتي و أنه الفراق الأبدي الذي يعرفه الناس بهازم اللذات لأنه يهزمنا بتخيره ما يشاء منا إمتثالاً لصاحب المشيئة متى ما شاء ، ولكن ما يصبرنا على مرارة هذا الفراق دائما هو حسن الظن في من شددنا إليه الرحال ، فهو إلى رب كريم ، عظيم رحمن و رحيم ،، وهكذا دائماً يكون حال من يرحل من الرجال لتبقى من بعدهم الأعمال الخيرة التي يفرحون بها عند ملاقاة وجه ربهم الأعلى ، ويبقى وجه الله ذو الجلال والإكرام .
أصالة عن نفسي ونيابة عن جموع الشعب السوداني أتقدم بأحر التعازي لحكومة و شعب الأمارات و أخص بالعزاء أسرة آل مكتوم و كما أتقدم أيضاً بخالص العزاء والمواساة لسعادة الأخ الكريم حمد محمد الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالسودان و أسرة السفارة في هذا الفقد الجلل ، وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وجميل مغفرته و أن يجعل أعالي الجنان مرقده وان يلهم آله وجميع من أحبه الصبر والسلوان وحسن العزاء ،، و إنا لله و انا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .