شــــــــوكــة حـــــــــوت مليونية العيش بكرامة
ياسرمحمدمحمود البشر
تعددت المليونات منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق عمر البشير وحتى اليوم مليونيات من أجل المطالبة بتحقيق وحل بعض المشاكل تتعدد المليونات والسبب واحد هو فشل الحكومة الإنتقالية فى القيام بدورها تجاه المواطن بالرغم من الشعارات التى ترفعها الحكومة من دون أن تنفذها على أرض الواقع ويمكن القول أننا نجد للحكومة الإنتقالية جملة من الأعذار وأهمها أن قادة الحكومة الإنتقالية لهم ما يشغلهم عن قضايا المواطن وأول هذه المشاغل هو صراعاتهم ما بينهم صراعات ما بين قوى الحرية والتغيير فيما بينهم وصراعات ما بين المكون المدنى والمكون العسكرى من جانب آخر وتكون المحصلة فشل تنموى كبير.
وإذا نظرنا لهذه المليونيات فإن هناك جهات سياسية تتخذها منصة لتنطلق منها داخل قاعات التفاوض بحجة أنهم يستطيعون تحريك الشارع ضد الحكومة الإنتقالية وفى حقيقة الأمر لا يملكون من العضوية إلا ما يحسب بالعشرات فقط أما خروج الشارع فى مسيرات مليونية لا علاقة له بهذه الأحزاب التى سرقت الثورة وأحبططت الثوار وأبعدتهم من المشهد واعتبرت الثوار مثل الحمار الذى تم إستخدامه لتنفيذ مهمة محددة وبعدها تم ربطه خارج قاعة التفاوض السياسى حتى من دون أن يتم توفير (علوق الشدة) التى يمكن أن تقدم له لتقيه لهيب الجوع والمسغبة.
شباب الثورة وكنداكاتها الذين حملوا أرواحهم على أكفهم والذين خرجوا من أجل واقع إقتصادى وسياسى أجمل الذين ملأووا الشوارع والطرقات حتى إنتهى بهم الأمر بالإعتصام بميدان القيادة وكانوا وقود الثورة الحقيقى تمت سرقة أحلامهم ووئدت فى مقبرة لصوص السياسة وأصبحوا يتسكعون بالطرقات ويلعبون الليدو الألكترونية ويستجدون أولياء أمورهم (حق البوش) الذى يعينهم على توفير الحد الأدنى من وجبة الفطور وأصبحوا مثل البهائم لا يفكرون إلا فى الأكل والشرب وهذا قمة طموحهم إذا تحقق لهم وحتى الأكل أصبح الحصول عليه فى مشقة وصعوبة وعنت بعد عامين بالتمام والكمال من عمر الثورة السودانية المسروقة بالكتاب والسنة.
ومن ظن أنه مسنود من قبل الشوارع أو أنه يستطيع تحريك الشارع فهو واهم واهم ويمكن القول أن الشوارع مصابة بالإحباط جراء تراجع الأوضاع المعيشية والإقتصادية بالبلاد ومنهم من أصبح يردد جهاراً نهاراً وفى العلن ليس فى السر (حليل زمن الكيزان) وذلك بمقارنة الأوضاع المعيشة قبل الثورة وبعدها ومن ظن أن هناك ما هو أهم من مسألة معاش الناس فهو آثم قلبه ومكابر لأن رب العزة من فوق سماوات يقول (أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف) فالإطعام من الجوع واجب الحكومة تجاه المواطن لكن الصراع حول الكراسى والمناصب أفرغ الثورة من شعاراتها ومن مضامينها ومن معانيها الكبيرة.
نــــــــــص شــــــــوكــة
الكنداكات والشفاتة والسانات الموعودون بالرفاه أصبحوا يقضون سحابة يومهم ما بين الوقوف فى صفوف الخبز الردئ المدعوم والبحث عن أسطوانة غاز أو البحث عن لقمة عيش تسد رمق بطونهم التى أنهكها الجوع وأصبح الشفات يمارس عملية غض البصر الإضطرارى فى المواصلات العامة من الكنداكات خوفاً من أن تقع عينه على كنداكة يعرفها وتخذله ظروفه من أن يدفع لها (حق المواصلات) التى أصبحت هاجس يؤرق مضاجع الشفاتة والكنداكات على حدٍ سوأ ونجد أن قمة أحلامهم إنحصرت فى الحصول على وجبتين فى اليوم ورصيد لتفعيل بيانات الإنترنت لمتابعة وسائل التواصل الإجتماعى لممارسة هواية قتل الوقت حتى إشعار آخر.
ربــــــــع شــــــــوكــة
أتحدى كل الأحزاب المشاركة فى الحكومة وأتحدى قوى الحرية والتغيير أن تدعو لمليونية العيش الكريم لتعرف وزنها الحقيقى عند الشعب المحبط.
yassir.mahmoud71@gmail.com