رأي

((همس الحروف) .. تعظيم سلام للشرطة السودانية)

☘️🌹☘️

✍️ الباقر عبد القيوم على

قبل ان يجف دم شهيد العلم الشاب عبد العزيز الصادق محمد يوسف علية آلاف الرحمات من عند الله في مكان الحادث ، حيث كان المكان يفتقر لتوفر أي معينات بمسرح الجريمة التي يمكن أن تقود الى الجناة فكانت جريمة بكماء شبه كاملة في مسرح فقير جداً حيث لا توجد فيه أي دلالات خلاف جثة الشهيد و قليل من دمائه الطاهر التي تناثرت في المكان ، فلا معلومات و لا شهود عيان ، و لكن بالرغم ذلك كان لابد من دراسة هذا المسرح الذي يفتقر إلى الأدلة والدلالات التي تشير الى الجناة ، و لأنه هو المكان الفعلى الذي قام المجرمون بإقتحامه من أجل تنفيذ جريمتهم ، وبالتالى فهو المسرح الذى مكث فيه هؤلاء القتلة مدة من الزمن مكنتهم من إرتكاب هذه الجريمة البشعة ، فلابد أن يخلف المجرمين وراءهم أثاراً و إن كانت ضعيفة و لكنها ستساعد على الوصول اليهم و لذلك كان من الواجب دراسة هذا المكان دراسة جيدة من قبل مختصي علم الجريمة علهم يصلون إلى نتائج إيجابية قد تفصح عن هوية الجناة ، و لأنه من النادر جداً أن يظفر الجاني من إخفاء كل أثاره بالمسرح ، وهنا تجلت مهارات و إمكانيات الشرطة السودانية التي تمثلت في قيادتها الرشيدة و كل قواعدها عبر خبرتهم الطويلة في مجال البحث الجنائي ، حيث لبوا نداء الواجب الذي كانت تمليه عليهم أبجديات المهنة فقاموا بإخضاع هذا المسرح و ما جاوره من الأماكن الأخرى التي تحيط به الى دراسة عميقة شملت ما قبل ارتكاب الجريمة و بعدها حيث خضع هذا المكان لمعاينات دقيقة و كان أداء البحث الجنائي فيها بإحترافية ومهنية لا تضاهى ، هدفها تحديد الآثار المتخلفة عن الجناة و إستخراج الأدلة التي يمكن أن تدل على هؤلاء المجرمين معدومي الضمير .

بعد وقوع هذا الحادث الشنيع تبارى المرجفون مستغلين حالة السيولة الأمنية التي تعيشها بلادنا بسبب الضائقة المعيشية ، و التي كانت سبباً مباشراً أدت إلى إتساع دائرة الجريمة بسبب الفقر المدقع ، فتكاثرت بعد التنديدات و البيانات بعد هذا الحادث الأليم ، وكا من بينها بعض البيانات ذات الغرض واصفة حالة المرض التي وصل إليها بعضاً من شعبنا ، فتخيلوا معي أن هنالك جسماً سمى نفسه بتجمع أساتذة جامعة أمدرمان الإسلامية ، وقد قام هذا الجسم بإصدار بيان لا أحد منهم يستطيع أن يقنعنا او يشرح لنا ماهية مقاصده التي كان من أجلها هذ البيان ، فخرج بيانهم هذا باهتاً ليس فيه ما يفيد الرأي العام خلاف نعيهم للشهيد و إحتسابه ، و حيث أرادوا به إضعاف موقف إدارة الجامعة التي قطعاً ليس لها يد في هذه الجريمة ، فنجدهم قد قاموا بتحميلها المسؤولية كاملة ، فهؤلاء الأساتذة هم جسم أصيل لا يتجزأ من هيئة التدريس بالجامعة و يعرفون جيداً مساحة الحرم الجامعي التي تتجاوز الخمسمائة فدان و التي يصعب تسويرها كاملة في ظل هذه الظروف شديدة التعقيد حيث لا تسمح إستطاعة الجامعة من توفير المال الكافي الذي يمكنها من ذلك ، و كما يصعب قفل جميع منافذ الجامعة مع القرى و الأحياء التي تحيط بها ، فكيف تستطيع إدارة الجامعة من حماية كل طلابها من مثل هذه التفلتات ، ومثل هذه الجرائم يمكن أن تحدث في أكثر مدن العالم أماناً ،، أقول لأعضاء هذه اللجنة إتركوا عنكم ما تقولون من كلام ليس له قيمة خلاف أنكم أردتم التحدث من أجل أن يقال عنكم انكم أصدرتم بيان ، وحاولوا فقط أن إستطعتم أن تحموا أنفسكم من مثل هذه التفلتات خارج الحرم الجامعي .

فالتحية للشرطة السودانية و هي ترفع التمام للشعب السودان لتغلق بذلك ملف هذه الجريمة التي هزت وجدان الشعب السوداني ، و لهذا وجب علينا أن نقف لها وقفة إجلال و إكبار حيث نجدها دائماً في المحكات الضيقة و المنعطفات الصعبة ، و حيث أنها إستطاعت أن تثبت لكل الذين يريدون ان يفتتوا أوصالها ، و الذين ظنوا بها شرا ً(أنها بخير) ، و قادرة على حسم أي تفلت و فرض هيبة الدولة ، و كل ذلك بالدليل القطعي وفق إحترافيتها ومهنيتها عبر خبرتها الواسعة و الممتدة عبر سنوات عمرها ، حيث وطنت لنفسها أن لا بديل لهذه المؤسسة إلا هذه المؤسسة بذات عراقتها ، فالشكر و كل الشكر موصول إلى سعادة الفريق شرطة حقوقي عيسى آدم إسماعيل مدير شرطة ولاية الخرطوم و لسعادة اللواء شرطة سليمان إسماعيل خريف مدير المباحث الجنائية المركزية بولاية الخرطوم و لسعادة اللواء حقوقي النذير خضر مدير المباحث فرع التحقيقات بولاية. الخرطوم و لسعادة العقيد بابكر الجاك مدير مركز شرطة أبو سعد بمدينة امدرمان و لكل الجنود المجهولين بمختلف رتبهم و مقاماتهم السامية الذين قد لا تظهر إسمائهم في مثل هذه الصفحات حيث كانوا هم الوقود المحترق و شكلوا فرق العمل الميداني و أنجزوا من خلالها هذه المهمة الشائكة وذات الصعوبة البالغة مساء أمس الإثنين و ذلك بفك طلاسم هذه القضية بإلقاء القبض على المتهمين الرئيسيين فيها ، و لابد لهم أن يضربوا بيد من حديد على هذه الفئة الضالة التي روعت الامن و هزت الأمان في قلوب المواطنين ، و نقول لهم سيروا وعين الله ترعاكم ونحن جنودكم نسير من خلفكم لنشد بأزركم .. (أرموا إلى الأمام فخلفكم مؤمن) بإذن الله تعالى ولا نامت أعين الجبناء .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى