رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت .. نـظــريـة الـدبـيــب

ياسرمحمدمحمود البشر

الدبيب فى العامية السودانية تعنى الثعبان ومن المعروف أن علاقة الدبيب مع أبنائه هى علاقة إنجاب فقط فالدبيب لا يرضع صغاره ولا يجلب لهم طعامهم مثل بقية الكائنات الحية وحتى درجة حمايته لهم تعتبر حماية هشة وضعيفة والدبيب يهرب عن أبنائه فى أى لحظة يشعر فيها بالخطر على نفسه ولا يهمه مصير صغاره وعلاقة الدبيب بصغاره هى علاقة التعليم بالنظر فقط وعندما يرى الدبيب ذبابة أو جرادة أو جرزان فإنه يوجه صغاره بالنظر ليكملوا عملية الإصطياد وتنتهى علاقة الدبيب بصغاره فى أبسط فترة زمنية من دون أن يكون هناك أدنى إحساس بالأبوة وبعدها يذهب كل منهم حال سبيله.

الحكومة الإنتقالية تتعامل مع الشعب السودانى بنظرية الدبيب وعجزت عن توفير أدنى متطلبات الحياة لهم وذهبت أبعد من ذلك حينما حولت المواطن إلى مصدر دخلها الرئيسى وأصبحت تنظر إليه كما ينظر الدبيب إلى صغاره فعلى المواطن أن يشمر عن ساعد الجد ويقوم بتوفير الخبز والغاز والوقود وكل متطلباته الحياتية من دون أن يكون للحكومة الإنتقالية أى دور فى توفيرها له وعلاوة على رفع الدعم بصورة كلية عن كل ما كان مدعوم من قبل ومازالت الأوضاع تزداد سؤً على سؤٍ من دون أن تكون هناك خطة واضحة أو برنامج أو هدف يوضح معالم الطريق أمام المواطن للفترة القادمة.

أما مسألة ضعف العلاقة بين الدبيب وصغاره هى ذات العلاقة ما بين الحكومة الإنتقالية والمواطن فالحكومة لا تشعر بمعاناة المواطن إلا من خلال خطاباتها المشروخة الجوفاء وأتحدى أى مسؤول فى الحكومة الإنتقالية بمجلس الوزراء والمجلس السيادى أن يكون قد شعر بالمعاناة مثلما يشعر بها المواطن العادى وأخص بالتحدى عبدالله حمدوك وزرائه وعبدالفتاح البرهان وعساكره أن يجيبوا على هذه الأسئلة التى لا تخلو من البراءة هل تذوق أبنائكم طعم الجوع أو تقاسمت أسركم مع المواطن الوقوف فى صفوف الخبز والوقود وهل عدمت مطابخكم من وجود الفئران وهل تلفتم يمنى ويسرى للبحث عن جرعة دواء ولماذا وافقت حكومتكم على أن يذهب رئيس الوزراء لإجراء فحوصات طبية بالإمارات على حساب الشعب السودانى.

والشق الثانى من نظرية الدبيب تتمثل فى الهروب الناعم من أبنائه ساعة الخطر وبما أن هناك بعض الوزراء وبعض أعضاء المجلس السيادى وكبار الموظفين بمجلس الوزراء يحملون جوازات مزدوجة قد يكون ولائهم للدول التى يحملون جوازاتها ولا يستبعد أن يحملوا أجندة لتنفيذها من أجل تحقيق أكبر قدر من المصالح فى جمهورية السودان وما أسهل أن يتم نفض الغبار عن الجواز الأجنبى ومغادرة البلاد إلى الوطن الثانى ويكون المواطن بين شقى رحى المعاناة ولا بواكى عليه.

نــــــــــص شــــــــوكــة

الحكومة الإنتقالية تنظر للمواطن وتقول له فى صمت خجول (أُكُلْ نارك) بعد أن تم رفع الدعم عن كل شئ وعلى المواطن أن يهيئ نفسه لأسوأ الإحتمالات بعد تعويم الجنيه كإستحقاق لتنفيذ سياسة البنك الدولى فى السودان.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(ولداً ما ولدك ما بيقول ليك آبّا).

yassir.mahmoud71@gmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى