رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت القحاتة والكيزان والعسكر


ياسرمحمدمحمود البشر

السودان الذى تتصارعون فيه ليس ملكاً للقحاتة وليس ملكاً للكيزان وليس ملكاً للعسكر السودان لكل قطاعات الشعب السودانى ولا يمكن لكائن من كان أن يزايد على الشعب كما لا يحق لأى مكون سياسى أن يمتطى ظهر الشعب للوصول إلى منصة السلطة وإتخاذ القرار ومصادرة تفكير الآخر وبما أن الساسة يقتاتون على أخطاء بعضهم البعض ويكيدون ويمكرون على أنفسهم وفشل السياسيين فى حكم البلاد يفتح الباب أمام العسكر لتغيير الأنظمة من أجل تسليم السلطة للشعب عن طريق الإنتخابات بعد أن يتململ الشعب ويمكن القول أن ما حدث عقب ثورتى إكتوبر وأبريل من تدخل للعسكر وتسليم السلطة للشعب أما ما حدث فى يونيو ١٩٨٩ هو إنقلاب قامت به الجبهة الإسلامية وإستغلت العسكر لمدة ثلاثين عاما من عمر الزمان أما غير ذلك فإن مهمة العسكر هو حماية حدود السودان من العدوان وحماية الديمقراطية إذا ما أحسنت القوى السياسية ممارستها.

ومنذ الإطاحة بالرئيس الأسبق عمر البشير وحتى هذه اللحظة نجد الشعب السودانى بمكوناته السياسية قد أضاع وقتاً ثميناً من جانب القحاتة الذين يتسيدون المشهد السياسى ويمارسون حكم السودان بالوثيقة الدستورية بعد أن تم تعطيل الدستور مع العلم أن الدستور هو قلب الدولة النابض وتعطيل الدستور يعنى موت الدولة وأصبح القحاتة يكيلون السباب والشتائم والإتهامات للكيزان وفى المقابل نجد الكيزان فى حالة دفاع عن هذه الإتهامات التى عجزت قحت عن إثباتها وتقديم الكيزان إلى محاكمات تثبت ذلك الفساد وحتى المقبوض عليهم من قيادات الكيزان والذين سيقبض عليهم لاحقاً لا تتجاوز إتهاماتهم الكيد السياسى وتصفية الحسابات بين اليسار واليمين فى السودان وكل ذلك على حساب الشعب السودانى.

كما وجدت بعض الأحزاب ضالتها فى العسكر مستغلة عملية فض الإعتصام التى حدثت أمام القيادة العامة فى يونيو من العام ٢٠١٩ وحاولت تشويه صورة العسكر فى وجه الشعب السودانى وذلك من أجل تصفية حسابات شخصية مع قيادات المجلس العسكرى من لدن البرهان والكباشى وياسر العطا وحميدتى وذلك لأنهم جزء من نظام الرئيس الأسبق عمر البشير وجميعهم أعضاء اللجنة الأمنية وانهم جزء من الكيزان وتم إستخدام الشهداء كقميص عثمان من أجل الوصول إلى مرحلة التنمر الشعبى على القوات المسلحة ولا سيما بعد أن تم تشكيل لجنة تقصى الحقائق فى عملية فض الإعتصام برئاسة نبيل أديب وكان الهدف تشويه صورة القوات المسلحة التى تقدم الشهداء اليوم وتحمى الحدود الشرقية بإسم السودان وليست بإسم أى جهة أو كيان.

أما شهداء الثورة السودانية نسأل الله لهم القبول والرحمة ولكل ثورة ثمن ولكل تغيير ثمن يدفعه الثوار والثورات يخطط لها الأذكياء وينفذها الأبطال ويقطف ثمارها الجبناء ويمكن القول أن الشهداء قد قدموا أرواحهم من أجل هذا التغيير لكن السياسيين الذين يتصارعون الآن من أجل تصفية الحسابات والوصول إلى كراسى السلطة هم الذين قتلوا الشهداء للمرة الثانية وهم الذين تاجروا بدماء الشهداء للوصول إلى تحقيق أكبر قدر من المكتسبات السياسية الرخيصة ومن دون أن يراعوا المجاهدات التى قدمها الشعب السودانى.

نــــــــــص شــــــــوكــة

والقحاتة الذين يظنون اليوم أنهم قلبوا الطاولة على الكيزان وأنهم إستولوا على مقاليد الحكم بالبلاد وأنهم قد خرقوا الأرض وبلغوا الجبال طولاً وأنهم أصحاب التوقيع الإبتدائى والنهائى فى شؤون السودان ستنقلب عليكم الطاولة يوم غدا وإن غدا لناظره لقريب.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(الضايقين حلوها مرها ضوقوا).

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى