((همس الحروف) .. الحساب ولد يا هيئة مياة الخرطوم)
☘️🌹☘️
✍️ الباقر عبد القيوم على
إذا مرّ أحدكم بشارع عبيد ختم شرق مطار الخرطوم سوف يجد أن الشارع سيختنق في مكان ما بين تقاطع هذا الشارع مع شارع المشتل و شارع أوماك بسبب إنتشار مياة غزيرة جداً إمتدت على مساحة واسعة من الشارع صادرة من ماسورة مكسورة في مكان ما قبالة رادار المطار من الناحية الغربيةلنهري الشارع ، وهذا المنظر الآسن لم يتغير فيه شيئ لأكثر من إسبوعين ، حتى بدأ الإسلفت يتفكك ويتفتت بفعل هذه المياة التي أصبحت راكضة ، و كما بدأت تظهر على هذا الشارع كثير من الحفر العميقة مما جعل سائقي المركبات يتجنبونها ، و لهذا بدأت الإختناقات المرورية في ذلك المكان مما زاد من إستياء و ضجر مستخدمي هذا الشارع الحيوي حتى وصلوا إلى حد الغضب الشديد نتيجة هذه الإختناقات المرورية التي عطلت كثير من مصالحهم و أعمالهم ، و إلى هنا قد يبدوء الموضوع إعتيادياًًّ لإعتبار أن هنالك عطب ما في مكان ما. بتوصيلات المياة حدث نتيجة كسر ماسورة بسبب الضغط العالي مما أدى إلى كل هذه الأفاعيل التي على إثرها حدثت مشاكل في حركة المرور ، و لكن ما يهمنا في هذا الموضوع (من هو المسؤول) عن هدر عزيز زمن المارة و تلف هذا الشارع الذي كلف الشعب ما كلف من مال عزيز ، و علماً أن التكلفة الفعلية للكيلو متر من شارع الإسفلت بسمك 5 سم (حارة واحدة) تقدر بمبلغ 200 ألف دولار تقريباً ، فمن الذي يتحمل كل هذه الخسائر ؟ .
لا شك أن كل هذه الوزارات ، وجميع المؤسسات والجهات الخدمية الحكومية بأنواعها و كافة تصنيفاتها ومسمياتها أتت من أجل خدمة أفراد هذا الشعب ، و سد حاجتهم بخدماتها المختلفة المنوطة بها ، ولهذا نجد أن كل هذا الكم الهائل من هذه الوزارات و المؤسسات قاموا ببناء مبانيهم وتجهيزها بالوسائل و الموظفين الأكفاء كل حسب تخصصه من أجل تقديم الخدمات اللازمة التي يحتاجها المواطنين ، و كلٌ حسب حاجته و ما تقتضيه مصالحهم الشخصية و حسب نوع الخدمة و يكون ذلك بمقابل مالي وليس بالمجان ، و ما هو معلوم بالضرورة أن هذا الشعب هو من تكفل بتأسيس كل هذه المباني التي تخص الوزارات و المؤسسات و كما تكفل أيضاً برواتب موظفيها و جميع مصاريفها و كل ذلك من أجل أن تصله خدمات نظيفة بدون مشقة .
نحن الآن لقد أصبحت دولتنا دولة حرة في جميع معاملاتها المالية بعد أن تم رفع الدعم وتعويم سعر الجنيه و لهذا يجب أن يكون الجزاء من جنس العمل ، فكما نُعامل نٓعامل و كما نُحاسب نٓحاسب غيرنا ، فهيئة المياة لها علم مسبق بهذا الكسر في تلك الماسورة قبالة رادار مطار الخرطوم و الذي إنتشرت من جرائه كل هذا الكم الهائل من هذه المياة التي تسببت في تلف هذا الطريق الحيوي و ضياع زمن المواطنين ، حيث لم تقم هيئة المياة حتى بأقل ما يمكن أن يحدث من ردة فعل كالإمتعاض مثلاً و هذا هو عين التقصير في أداء الواجب ، فلم تقم بصيانة هذه الماسورة في نفس اليوم التي تم فيه الكسر و خصوصاً أن إنجاز هذه الصيانة كان في غاية البساطة ، و لكن كما يقول المثل الذي جاء به عبد الله بن المقفع ، في ترجمته للكتاب الحِكمي الشهير “كليلة ودمنة” الذي ألفه الفيلسوف الهندي (بيدبا) والذي وردت فيه هذه الحكمة الغالية : (من أمن (العقوبة) أساء (الأدب) وهذا المثل لم أورده من أجل تجريح أحد ما في شخصه و لكن إقتضت الضرورة ذكره ، لأنه ليس هنالك رادع في دولتنا يحاسب ويردع المقصرين في أداء مثل هذه المهام التي ينشأ منها ضرر أكبر .
فعند تحصيل رسوم المياة قد لا نجد من يرحم أحدنا إذا تعثر في سداد مستحقات فاتورة المياة ،و لهذا يجب أن يكون حسابنا لهم كما كان حسابهم لنا وخصوصاً بعد هذه الزيادات الماكوكية في فاتورة المياة ، فيجب أن يكون الحساب بالإنجاز و بالقطعة ، فكم أخذوا منا ؟ وكم أنجزوا لنا من مشاريع ؟ و كم تسببوا في تلف الطرق والمرافق بسبب المياة التي يتم هدرها يومياً من جراء المواسير المكسورة والتي لا تتم صيانتها إلا بعد حدوث الضرر البالغ ، فلماذا لا تكون الصيانة قبل إسفحال الضرر لطالما هنالك صيانة ؟ فلقد تلف هذا الطريق في هذا المكان الذي سيكلف المواطن كلفة عالية و كما سيتسبب في كثير من الحوادث و ضياع كثير من المصالح و الحساب ولد ، و كما تدين تدان .. والله من وراء القصد .