رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت (يكتلوا أبوك والدية عليك)


ياسرمحمدمحمود البشر

أخيراً تم الإعلان عن الحكومة الإنتقالية الثانية بعد أن قال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إن التشكيل الوزاري تم بتوافق سياسي إمتدّ لشهور وكانت البوصلة الأساسية فيه هو الحرص والمحافظة على بلدنا وترسيخ لفكرة النموذج السودانى وهذا سيساعدنا في إن نُدّرِج السودان للأمام في تحالف واقعى أرجله في الأرض نعلم تحديات ومشاكل هذا التحالف فأي تصور أن هذا التحالف مثالى وخالى من العقبات هو أمر خيالى وغير واقعى أيضاً هذا التشكيل يستجيب لإستحقاق إتفاق سلام السودان والقوى المُشاركة سواء كانت الحرية والتغيير وأطراف السلام والمكون العسكرى فجميعها تتحمل المسؤولية في معالجة الأزمات التي تواجه البلاد والتشكيل الوزاري والطريقة التي تم بها وأثنى على حكومته السابقة وكأنهم خرقوا أرض الإنجازات أو بلغوا جبال التنمية طولا (شكارتا دلاكتا).

مثلها مثل الحكومة الإنتقالية السابقة فقد تم تعيين أشخاص لكن لم يتم تقديم برنامج إقتصادى واضح يتحدث عن علاج واقع الإقتصاد السودانى المأزؤوم ولو بعد عشرة سنوات وسيأتى الوزراء ويجلسون فى إنتظار حصاد السراب مع العلم أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تحدث عن وعود تبلغ قيمتها مليار وسبعمائة مليون دولار من المجتمع الدولى فالإعتماد على المجتمع الدولى هو قبض الريح الحقيقى كيف يعتمد حمدوك على المجتمع الدولى والسودان يحمل كل بذور التنمية والإنتاج لكن من يخدم سيدين فى آن واحد فإنه يكذب على أحدهما ويبقى مولاى الشعب السودانى الأسمر هو (الكيشة) الذى يصدق كل ما يقال وهو يعيش الضائقة الإقتصادية ويكتوى بنارها ويظل يترقب ما تسفر عنه الحكومة الإنتقالية الثانية.

وقبل أن يؤدى الوزراء الجدد القسم نجد شركة المواصلات العامة تعلن عن خروج كامل إسطولها العامل بخطوط المواصلات بولاية الخرطوم قد خرجت من العمل بسبب إنعدام الوقود مع العلم أن الوقود الموجود بالمحطات يمكن أن يخصص جزء منه لشركة مواصلات الخرطوم لكن ما تخفيه إدارة الشركة على المواطن أنها تنوى زيادة أسعار تعرفة المواصلات ل١٠٠ جنيه للراكب فى بصات شركة المواصلات العامة بعد أن تشهد العاصمة أزمة مواصلات خانقة وبعدها يوافق المواطن على تعرفة المواصلات الجديدة فى شهر مارس القادم وبذلك تكون الحكومة الإنتقالية قد قدمت أول هدية للمواطن المغلوب على أمره وزادته معاناة على معاناته.

وبما أن شارع المطار ينتهى بالسلمة البقالة جنوبا فإن حكومة حمدوك الإنتقالية الثانية ستكون مثل سابقتها فى حال إعتمدت على وعود المجتمع الدولى فإذا تم تحديد مؤتمر أصدقاء السودان فى مايو القادم فإنه سيقدم وعود للعام القادم ولا يعطى دولار واحد مما يعدون ومما يوعدون وسيكون إعفاء الديون مجرد جزرة تعبقها عصاة على ظهر الشعب قبل ظهر الحكومة مع العلم أن ديون السودان قد تجاوزت ال٧٠ مليار دولار بعد أن كانت ٥٢ مليار فى عهد النظام السابق ولن تفلح الحكومة الجديدة ما لم تكن هناك رؤية واضحة وبرامج وأهداف وخطط من شأنها الإستفادة من الموارد التى يتمتع بها السودان وإلا يكون المستقبل أكثر إظلاما وقتامة من الواقع المعيش الآن.

ربــــــــع شــــــــوكــة

الحكومة تمارس سياسة (نكتل أبوك ونَدْفِعْك الدية) فالمواطن اليوم أصبح مصدر الدخل والمورد المباشر لحكومتكم فإلى متى سيظل الحال على ما هو عليه وأخشى على الحكومة الإنتقالية الثانية من ثورة الجياع وهى ثورة من دون قيادة.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(كان أهلك كلاب سوى ليك ضنب يا زول).

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى