رأي

شــــــــوكــة حـــــــــوت (خايفة من الحلال ذاتو)


ياسرمحمدمحمود البشر

تحكى الطرفة أن الزوجة نهضت من نومها ليلا ولم تجد زوجها فى غرفة نومهما وبحثت عنه فى كل أرجاء المنزل ولم تجده وظلت فى حالة إنتظار حتى عاد فى الساعات الأولى من الفجر ومجرد دخوله البيت إستشاطت الزوجة غضباً وسألته بصورة لا تخلو من مكر المرأة وغيرتها فسألته أين ذهبت ومع من كنت فى هذا الوقت المتأخر فرد عليها ببرود وقال لها أنا رجل أخاف الله ورجل وقور وتقى ولا أفعل فاحشة ولا أرتاد أماكن الرذيلة ولا أرتكب المعاصى ولا أعرف الحرام وهنا ردت عليه الزوجة (أنا ما خايفة من الحلال ذاتو).

وزيرة مالية حكومة عبدالله حمدوك الإنتقالية نهضت من نومها ليلا ولم تجد أثراً للشعب السودانى وأرادت أن تقدم له هدية فى بداية العام ٢٠٢١ وقامت بزيادة أسعار الكهرباء من دون سابق إنذار وتفأجأ المواطن السودانى بهذه الزيادات التى تجاوزت ال٥٠٠٪ فى كل القطاعات من دون أن تقدم هذا المقترح لمجلس الوزراء لإجازته ومن ثم تقدمه للمجلسين يمثلا المجلس التشريعى لإجازة هذه الزيادات ومن ثم إعلان هذه الزيادات إحتراما وتقديرا للمؤسسية وليس إحتراما للمواطن لأن المواطن السودانى يأتى فى ذيل قائمة إهتمامات الدول أما المواطن السودانى الدستورى ولا سيما من يحملون الجوازات الأجنبية يكون إحترامهم وتقديرهم فرض عين من قبل الشعب لأنهم مواطنون ليست كالمواطنين الغبش صناع الثورة وصناع التغيير الحقيقى.

فإذا تحججت وزارة المالية عندما أرادت رفع الدعم من الوقود بحجة أن دعم الوقود يعنى دعم الشرائح الغنية وعندما تم رفع الدعم عن الوقود تأثرت ذات الشرائح الضعيفة حيث تضاعفت أسعار المواصلات الداخلية الى ٢٠٠٪ وتضاعفت أسعار تذاكر البصات السفرية أضعافاً مضاعفة ولتعلم وزيرة المالية أن الأغنياء لا يخسرون أبداً بقدر ما أنهم يرفعون أسعار السلع وفى النهاية يكون المواطن هو ضحية السياسات الإقتصادية الرعناء فالتجار والأغنياء لا يخسرون أبدا طالما أنهم يجنون الربح الوفير من جيب محمد أحمد الأغبش الذى أصبح هو مصدر الدخل الوحيد للدولة وللتجار والسماسرة وهو بمثابة البقرة الحلوب لتغذى خزينة الدولة وخزائن الأغنياء.

وعطفاً على رفع الدعم عن الوقود فإن المواطن المغلوب على أمره سيدفع هذه الزيادة فى كل القطاعات فأصحاب المصانع سيضيفون أسعار الكهرباء إلى سعر تكلفة منتجاتهم ويضعونها على كاهل المواطن لتصل إلى تجار الجملة وتجار الجملة يضعون أرباحهم ثم يبيعونها لتجار القطاعى ويقومون بوضع أرباحهم ومن ثم تصل للمواطن وكذلك سيقوم أصحاب المزارع بزيادة أسعار منتجاتهم بعد وضع قيمة زيادة تكلفة الكهرباء على المنتجات ليدفعها المواطن وبذلك تكون وزيرة المالية (المودرن) قد وضعت أسعار زيادة الكهرباء على المواطن فقط أما التجار وأصحاب المصانع لا يهمهم شئ طالما أن المواطن فيه وريد ينبض.

نــــــــــص شــــــــوكة

بما أن وزيرة المالية إمرأة ليست كالنساء العاديات فهى لا تخاف من الحلال ولا تخشى من الحرام جراء ممارسة سياسية الأمر الواقع الإقتصادى على المواطن وهى ترى فى كل مواطن حر شريف (كوز) ولسان حالها يقول (أى كوز ندوسو دوس) وهاهى تترجم هذا الشعار على المواطن السودانى من دون إستثناء وهى تقول فى سرها (أولاد أم زقدة) تانى تطلعوا ثورة.

ربــــــــع شــــــــوكــة

الثورة أمها ميتة وأبوها فى الزرع وحبوبتها عميانة.

yassir.mahmoud71@gmail.com

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى